يُعدُّ إنقاذ الشعب اليمني من كل وباء يحاصرهم، على المستويات كافة، أولوية لدى المملكة العربية السعودية، التي تضرب بيد من حديد على يد الميليشيات الانقلابية، من جهة، من خلال تحالف دعم الشرعية الذي تقوده، وفي الوقت نفسه، تمتد يدها الحانية، إلى المنكوبين، وآخر مظاهر تلك المساندة، هو توجيه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بتقديم 66.7 مليون دولار، استجابة لنداء منظمة الصحة العالمية ونداء منظمة اليونيسيف، لمكافحة وباء الكوليرا، ودعم المياه، والإصحاح البيئي في اليمن، للتخلص من مسببات وباء الكوليرا وفق الآليات المعمول بها في المركز. لفتة الإنسانية غير مستغربة: تجسد هذه اللفتة، الاهتمام الإنساني الكبير الذي يوليه الأمير محمد بن سلمان، للشعب اليمني، على الرغم من كل ما يعيق العمل الإنساني في اليمن، إذ يخشى أن تتجاوز الإصابات بوباء الكوليرا، ال 3 آلاف حالة في اليمن، بنهاية آب/أغسطس، وذلك من 1933 حالة سجّلت في الوقت الراهن، وفق منظمة الأممالمتحدة للطفولة "يونيسيف". وتأتي المساعدة العاجلة، التي وجّه بها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بغية إيقاف سيل الوفيّات بسبب هذا المرض، الذي حصد أرواح 1265 شخصًا، منذ إعلان تفشي الوباء في نيسان/أبريل الماضي. وأثارت هذه اللفتة الإنسانية غير المستغربة، تعاطف المواطنين مع أشقائهم اليمنيين، الذين يعانون إنسانيًا وصحيًا واقتصاديًا، بسبب تعنّت الميليشيات الحوثية، ومواصلة الانقلابيين حصار المدنيين والتضييق عليهم، واستنزاف شبابهم، واستقطاب أطفالهم إلى طاحون الحرب. الحصول على الرعاية الصحية في اليمن بات صعبًا: ودعت منظمة أطباء بلا حدود، المنظمات الدولية لتكثيف الجهود والمساعدات الإنسانية للتصدي لوباء الكوليرا في اليمن، تحسبًا لتفشي أمراض أخرى، مؤكّدة أنَّ "الحصول على الرعاية الصحية للمرضى بات صعباً للغاية على ملايين اليمنيين، فالعديد من المرافق الصحية توقفت عن العمل، نتيجة عدم وجود ميزانيات تشغيلية لهذه المراكز، ودفع مرتبات الموظفين المتوقفة منذ أيلول/سبتمبر 2016م، مشيرة إلى أنَّ "الفرق الطبية العاملة لها في اليمن، عالجت أكثر من 41 ألفًا من المصابين بوباء الكوليرا". ميليشيات الانقلاب تعيق مكافحة الكوليرا: وفي السياق ذاته، اتّهمت وزارة الصحة اليمنية، ميليشيات الانقلاب، بإعاقة جهود مكافحة وباء الكوليرا، الذي يتفشى على نطاق واسع في المناطق الخاضعة لسيطرتها، عقب تسجيل اشتباه بالإصابة لأكثر من 140 ألف حالة. وأكّد تقرير صادر عن الوزارة، أنها تواجه صعوبات في وصول الفرق الطبية إلى المناطق التي يتركز فيها مرض الكوليرا والمرصودة أخيرًا، في ثلاث محافظات يمنية هي صنعاء، والحديدة، وحجة، الخاضعة لسيطرة الانقلابيين، الذين يعيقون وصول الفرق الطبية وفرق الرصد الوبائي والوقائي إلى هذه المحافظات. وسجل التقرير ارتفاع مؤشر حالات الإصابة بالكوليرا في محافظة تعز، التي تعاني حصارًا خانقًا من طرف الانقلابيين، وإعاقة لأعمال الفرق الميدانية الطبية، لافتًا إلى تراجع مؤشر حالات الإصابة في محافظات ذمار والضالع والمحويت وإب، فيما هناك 11 محافظة لم يتم تشخيص الحالات مخبرياً بشكل دقيق. وأشادت الوزارة، بالجهات التي لبت النداء لمواجهة التحديات الصحية في اليمن، وعلى رأسها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ومنظمة الصحة العالمية واليونيسيف والأوتشا.