أعرب مجلس جامعة الدول العربية عن استيائه وإدانته الشديدة للأعمال الوحشية والجرائم التي يرتكبها النظام السوري في حق المدنيين العزل والتدمير الممنهج لكل مقومات الحياة في المناطق الآهلة بالسكان . وأكد المجلس في بيانه الصادر في ختام أعمال دورته غير العادية التي عقدت بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة تونس اليوم، أن هذه الأعمال منافية لكافة الشرائع السماوية والقيم الدينية، وتشكّل خرقًا صارخًا للمعاهدات الدولية الخاصة بحماية المدنيين القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، كما أنها تؤكد بشكل جليّ تخلي هذا النظام عن أبسط واجباته في حماية المدنيين والمواطنين العزل . وحول تدهور الأوضاع الإنسانية في مدينة حلب السوريا، جدد المجلس في بيانه التأكيد على موقفه الثابت بأن الحل الوحيد الممكن للأزمة السورية يتمثل في الحل السياسي من خلال عملية سياسية جامعة تلبي تطلعات الشعب السوري وفقًا لما نص عليه البيان الختامي لمؤتمر " جنيف - 1 " . وعبّر المجلس عن القلق البالغ لتدهور الأوضاع الانسانية في حلب والمدن السورية الأخرى، مناشدًا المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية الوقف الفوري والعاجل لإطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة . وأعرب المجلس أيضًا عن إدانته للجرائم الإرهابية البشعة التي تقترفها التنظيمات الإرهابية مثل داعش وجبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة والنظام السوري في مختلف المناطق السورية، معتبرًا هذه الجرائم ترتقي إلى جرائم الحرب وتحتم ضرورة تقديم مرتكبيها الى العدالة الناجزة . وحمّل مجلس جامعة الدول العربية مجلس الأمن وفي مقدمته الدول الدائمة العضوية وخاصة المنخرطة منها في الأزمة السورية، المسؤولية الكاملة إزاء وقف هذه المأساة الإنسانية التي ترتكب على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي، وتشكّل وصمة عار في جبين مرتكبيها المشاركين في تنفيذ فصولها المقيتة . ودعا مجلس الأمن إلى التحرك السريع لاتخاذ الإجراءات والتدابير العملية لتنفيذ قراريه رقم (2254،2268) لعام 2015م لتثبيت وقف إطلاق النار وجميع الأعمال العدائية، وتفعيل آليات إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المحاصرين، ودعوة جميع الأطراف إلى تأمين ممرات آمنة وبشكل عاجل للبدء في تسليم المساعدات الإنسانية والإجلاء الطبي تحت مسؤوليات المنظمات الإنسانية وحدها وبدون شروط مسبقة . كما ناشد مجلس الجامعة العربية الدول المانحة إلى سرعة الوفاء بالالتزامات التي أعلنت عنها في المؤتمرات الإنسانية التي انعقدت بالكويت ومؤتمر لندن، لدعم الوضع الإنساني في سوريا وما يتعلق منها بتوفير الدعم الإنساني اللازم للدول العربية المجاورة لسوريا وغيرها من الدول العربية المضيفة للاجئين والنازحين السوريين . وتوجه المجلس في هذا الصدد إلى دولة الكويت بالشكر على استضافتها ومتابعتها لنتائج المؤتمرات الثلاثة التي نظمتها لتقديم الدعم الإنساني للسوريين، وعلى مساهمتها السخية في هذا المجال. ودعا المجلس المجموعة العربية في نيويورك في حالة فشل مجلس الأمن في الاضطلاع بمهامه التوجه لطلب عقد جلسة خاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة تحت عنوان " الاتحاد من أجل السلام لتدارس الأوضاع الإنسانية الخطيرة في حلب وباقي المناطق السورية "، وإقرار التدابير المطلوبة لوقف إطلاق النار والعودة إلى المسار السياسي لحل الأزمة السورية . وشدد المجلس على ضرورة العمل على توفير الأجواء الملائمة لاستئناف المفاوضات في جنيف تحت رعاية الأممالمتحدة، والهادفة إلى تشكيل هيئة انتقالية ذات صلاحية كاملة وفقا لما نص عليه بيان " جنيف - 1" ، وقراري مجلس الأمن المشار إليهما سابقًا لإيجاد حل سريع للأزمة السورية وتلبية تطلعات الشعب السوري بكافة فئاته وأطيافه في الحرية والعدالة والمساواة في ظل نظام ديمقراطي يختاره الشعب السوري بإرادته الحرة. وأكد المجلس مجددًا على الموقف العربي الثابت في الحفاظ على وحدة سوريا وحرمة أراضيها واستقرارها وسلامتها الإقليمية، وذلك استنادًا إلى ميثاق جامعة الدول العربية ومبادئه، منوهًا إلى الدور الأساسي والمحوري الذي يجب أن تضطلع به جامعة الدول العربية في حل الأزمة السورية والأزمات العربية الأخرى. واتفق مجلس جامعة الدول العربية على تنظيم اجتماعات تشاورية دورية على مستوى المندوبين الدائمين، كما قرر أن يبقى في حالة انعقاد دائم لمتابعة الموقف وتطورات الأوضاع في سوريا. وقد سجل وفد لبنان تحفظه عن الموافقة على ذِكر النظام تماشيًا مع سياسة النأي بلبنان عن الأزمة السورية . وأيّد الوفد اللبناني البيان الختامي بشقيه الإنساني، مؤكدًا تضامنه مع الشعب السوري، ومثمنًا المبادرة الكويتية للدعم الإنساني .