منطقتنا العربية على صفيح ساخن يشعلها الغرب وروسيا في أي وقت يشاؤون، ووقودها الناس والحجارة، والبركة بطابور خامس يخدم أجندات تلك الدول. غرب وشرق لا يريد لعالمنا العربي أن ينهض ويلحق بركب التقدم والتحضر بل يريدنا عبيدًا مستعبدة ومستبعدة من هذا الكوكب الذي نعيش فيه. عالم يريد امتصاص خيراتنا وثرواتنا بدون احتلال بالجيوش بل باحتلال للعقول وغسل أدمغة للسذج من البعض من رعايا دول منطقتنا العربية لكي يصبحوا معاول هدم لمجتمعاتهم. ولكن المشكلة التي تواجه الغرب ومن والاه أن ذلك الطابور الخامس الذي يعوّل عليه في منطقتنا العربية بدأ يتآكل وينفضح والسبب في هذه التقنية المتطورة التي ليس فحسب قربت البعيد بل خلقت تكتلًا لم يكن في الحسبان لدى تلك الدول الاستعمارية، والذي أفشل مخططاتهم التي يهدفون منها إبقاء عالمنا العربي يعيش في دوامة عنف وفوضى وقتل وإرهاب لا تنتهي. تقنية اتصالات خدمت الشعوب وأعفت الأنظمة من الرضوخ لمطالب تلك الدول الاستعمارية. البعض من الأنظمة أصبح بين فكي كماشة هل يرضخ لمطالب الدول الكبرى أم يرضخ لمطالب شعوبه والتي يعبِّر عنها كل ثانية على مواقع التواصل الاجتماعي بدون رقيب ولا حسيب؟! بالطبع مطالب الشعوب هي الباقية أما مطالب تلك الدول فهي زائلة تحكمها المصالح التي تقول طالما أنك تخدم مصالحنا فإن السجاد الأحمر سوف يفرش لك في المطارات وعندما تختفي تلك المصالح فإننا سوف نلف جثمانك بثوب أبيض ناصع البياض؟! هذه هي المصالح التي تحرك عدة طوابير تحمل الرقم خمسة في منطقتنا العربية. والبعض يقول إن هناك نظرية المؤامرة وأنا من ضمنهم ولكن هذه النظرية لا يمكن أن تكون سارية المفعول إذا لم تجد أدوات تنفذها. عالمنا العربي قوي بأبنائه وثرواته وعلمائه والتي لو تكاتفنا لحكمنا العالم الذي لا تحكمه أخلاقيات بل تحكمه ماديات تعمي بصر كل من يشم رائحتها. عالمنا العربي ابتلي بغرب منذ الحرب العراقية الإيرانية وهو يزعزع أمننا واستقرارنا ويعيقنا عن النهوض والوقوف على أقدامنا مثلنا مثل بقية دول العالم؟! بالفعل العيب في البعض منا الذي لا هم له إلا الحصول على المناصب والكراسي بأي ثمن كان حتى لو أدى ذلك لخيانة وطنه من أجلها في التعامل مع الدول الكبرى، وحتى لو أدى ذلك إلى الحصول على مؤهلات عليا وهمية مزورة لكي ينال نصيبه من المناصب والزعامات؟! الأوطان ومصالحها وشعوبها، عند تلك العينة من الناس، غير ذات أهمية وليست من أولوياتها. المستعمر الذي يريد نهب ثرواتنا بالدسائس والمؤامرات لن يكون له موطئ قدم إذا لم يجد من يرسم له خارطة طريق كيف يضع قدمه؟!