عاش مشعر منى مساء البارحة حالة من الشجن والحزن لفراق ضيوفه الذين قضوا في جنباته خمسة أيام عامرة بذكر الله وقراءة القرآن والدعاء والتضرع إلى الخالق سبحانه أن يغفر ذنوبهم ويتقبل حجهم ويعيدهم سالمين غانمين إلى بلادهم وأسرهم بعد أن وفقهم الله لأداء فريضة الحج في ظل الخدمات المتكاملة التي وفرتها حكومة المملكة. وبات مشعر منى بعد ظهر أمس خاليا إلا من أكوام النفايات ومعدات وعمال أمانة العاصمة المقدسة الذين يسعون لإعادة تنظيف المشعر وإزالة أطنان النفايات المتراكمة. وظهرت المخيمات التي كانت عامرة بالذكر والدعاء والتلبية خالية إلا من أصوات الرياح التي تحركها يمينا ويسارا. وكان الحجاج المتأخرون امتثالا لقوله تعالى « ومن تأخر فلا إثم عليه « قد غادروا منى أمس وغادر الحجيج منى وهم يحملون ذكرى جميلة عن أيام خلت قضوها في رحاب المشعر من مجر الكبش مرورا بسوق العرب وشارع الجوهرة وانتهاء بالخيام المجاورة لمشعر مزدلفة، ولسان حالهم يقول إلى وداع قريب يا أطهر بقاع وعيونهم تفيض بالدمع فرحا بأداء فريضة الحج وهو الحلم الذي كان يراودهم من سنين طويلة وحزنا على مغادرة المشاعر المقدسة التي قضوا فيها أياما جميلة عامرة بالذكر والدعاء والتلبية. وكشف المتحدث الرسمي باسم وزارة الحج والعمرة حاتم بن حسن قاضي أن الحجاج المتأخرين تم توجيههم إلى مساكنهم وسيتم تفويجهم إلى الحرم الشريف لأداء طواف الإفاضة والوداع وفقا لبرامج رحلاتهم الجوية المعتمدة وتفويج الراغبين منهم للتوجه للمدينة المنورة مبيناً أن مؤسسة الأدلاء بالمدينة المنورة بدأت في استقبال طلائع الحجاج الذين غادروا مكةالمكرمة متوجهين للمدينة المنورة لقضاء بعض الأيام في رحابها مشيرا إلى أن مؤسسات الطوافة الست ستواصل أعمالها وتقديم خدماتها إلى الحجاج حتى مغادرة آخر حاج لأراضي المملكة. وأكد أن كل الخدمات تقدم لضيوف الرحمن الذين تلهج ألسنتهم بالدعاء للمملكة قيادة وشعبا وحكومة على الجهود الكبيرة التي بذلت لراحتهم وتمكينهم من أداء الفريضة بيسر وسهولة. المزيد من الصور :