الحمد لله الذي بفضله تتم الصالحات، والذي أصبغ على عباده المؤمنين نعمه، ظاهرة وباطنة، والذي قيض لهذه البلاد حكام راشدين يهتمون بشؤون الإسلام والمسلمين، وهنيئا لجميع حجاج بيت الله العتيق بعد أن منّ الله عليهم بحجة هنيئة مريحة يعمها الأمن والأمان والاستقرار. لقد عمّ الفرح جميع طوائف المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها؛ بعد أن انتهت فعاليات حج هذا العام بكل سلامة ويسر، وبعد أن حفظ الله جميع الحجاج من مغبّات المتوعدين بزعزعة أمن الحجاج وإيذائهم في المشاعر المقدسة، واستخدام جميع الوسائل لإلحاق الأذى بمواكبهم، حتى يفسدوا مناسكهم، وينالوا من أمنهم واستقرارهم، ولكن الله خيّب آمالهم، ورد كيدهم في نحورهم، فوجّهتهم عقولهم للحج خارج البلد الحرام، لينزل عليهم الذل والهوان، تصديقا لقول الله تعالى: «ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم».. (الحج 25). لقد تجلّت أسمى معاني الإنسانية والأريحية في خدمة الحجيج ابتداءً من حاكم هذه البلاد وقائد مسيرتها خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- الذي رعى مسيرة الحج من بدايتها حتى نهايتها، وكذلك ولي عهده الأمين الأمير محمد بن نايف -حفظه الله- الذي أسهم وشارك بفعالية عالية في مرافقة الحجيج في جميع المشاعر وسهر على أمنهم واستقرارهم، ولسمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -رعاه الله- الذي كان له دورٌ بارز في إنجاح موسم الحج، وكذلك الدور الرائد لمستشار خادم الحرمين وأمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل الذي حمل هموم الحج، وعمل على إجراءاته التنظيمية بكل صرامةٍ، ونفّذ خططه التشغيلية بكل دقة، حتى ظهر في أجمل صوره، بل كل مَن شاهد روعة التنظيم وحسن الأداء؛ تمنَّى أن يكون من ضمن الحجيج الذين علت وجوههم الفرحة بما تحقَّق لهم من أمنٍ وأمان واستقرار. الحج منظومة متكاملة، عملت فيها جميع الأجهزة الحكومية، والجهات الخدمية بكل إخلاصٍ وتفان، وكانت كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا، حتى ظهر هذا الإنجاز العظيم. شكرا لجميع مَن شارك وأسهم في نجاح الحج، وعلى رأس هؤلاء رجال الأمن البواسل، على مختلف قطاعاتهم، المشاركين في عملية تنظيم وترتيب أمور الحج، وتسهيل أمور الحجاج ومساعدتهم في إنهاء مناسكهم، وتقديم كل ما في وسعهم بأخلاقٍ إسلامية عالية، قلَّما يوجد لها مثيل في أي جهةٍ من العالم. كيف لا، وهم من أبناء هذه البلاد المتأسِّين بخُلق نبيّهم الكريم -صلى الله عليه وسلم- الذي وصفه الله تعالى بقوله: «وإنك لعلى خلق عظيم». كما أنهم تفاعلوا مع الحدث فكانوا أسودا في الميدان للذود عن حياض الوطن، وحققوا أمنيات مليكهم وقادتهم في حفظ أمن الحجاج والسعي لراحتهم، وضمان سلامتهم وأمنهم من حقد المتربصين. لتعلم إيران ومن شايعها بأن للبيت ربا يحميه، ولن يُضير المملكة تهديداتها لأمن واستقرار الحرمين الشريفين، ما دام هناك رجال مخلصون مُتمسِّكون بكتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- خادمين للإسلام والمسلمين. نبارك لولاة أمرنا، وجنودنا البواسل، ولجميع المشاركين في أعمال حج 1437ه، وإنجاح مسيرته، مصحوبين بعناية الله ورعايته في حفظ البلد الأمين وقاصديه من مشارق الأرض ومغاربها، والسهر على حماية مشاعره المقدسة من المناهضين لله ورسوله أعداء الإسلام والمسلمين. فهنيئا لجميع أبناء المملكة والمقيمين المخلصين بما تحقق من نجاحاتٍ عظيمة أسعدت جميع المسلمين. وصدق الله العظيم الذي يقول: «والله غالبٌ على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون».. (يوسف 21). وكل عامٍ وأنتم بخير. [email protected]