يمرُّ عالمنا العربي بمحنة، لم يمر بها من قبل.. وتشتدُّ وطأتها يومًا تلو يوم.. لم يبقَ على الوقوف بعرفة لحج هذا العام غير ثلاثة أيام.. لتكن دعواتنا في ذلك اليوم، وفي كل يوم.. أن يكشف الله الغمَّة، ويهدي الأمَّة، وأن يلهم قياداتنا إلى طريق الحق، وأن يعيد الخارجين إلى الصف، وأن يوحِّد كلمتنا ويهدينا إلى سواء السبيل. * لتكن دعواتنا في ذلك اليوم، بأن يحفظ الله أمَّتنا وسلامنا، ويقينا من شرور الأعداء والمتربِّصين. * ماذا أصابنا؟ منذ سنوات وأمَّتنا تعاني.. أنظمة تتهاوى، وكيانات تتبعثر، وحواضر تُدمَّر، ودماء تسيل، والملايين من البشر يُشرَّدون. هل هذه حال أمَّة؟ يزداد الفقر، وتزداد البطالة، وتتعطَّل التنمية. * كانت القوى الاستعماريَّة تزجُّ بأبنائها، لتحقيق أهدافها ومشروعاتها في منطقتنا. ومنذ عقود وهي تعمل لتنفيذ خريطة التفتيت الثانية، للعالم العربي، وهي تجد اليوم في أبناء هذه الأمَّة مَن يقوم بهذه المهمَّة. لقد نجحوا في تقسيم السودان إلى دولتين. والعملُ جارٍ لاستكمال المشروع الرباعي. ونجحوا في تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات، وفي انتظار الإعلان الرسميّ. وبكل مهارة يعملون في سوريا، وليبيا، واليمن. ماذا بقي في أجندة البغاة؟ الخريطة لم تستكمل.. دول قضت، وأخرى تنتظر. يا أمان الخائفين!!