هناك أفراد داخل منازل الأسر يكبرون عاماً بعد عام، فالطفل ما إن يصل عمره 3 سنوات إلا وتجده يبدأ يطلق على نفسه بأنه كبير ويطالب في بعض المواقف أن يعامل على أنه شخص كبير، أما عندما يدخل المدرسة وإن كانت حتى مرحلة الروضة والتمهيدي فهو يرى نفسه بأنه قد خرج من قفص الطفولة فيبدأ بالمطالبة بإتخاذ القرار وأن يكون له حرية التصرف في اختيار الأشياء الخاصة به، أما إذا بلغ الإبن أو البنت سن الخامسة عشرة - وأحياناً قبل ذلك - فهي أشبه بإعلان حالة طوارئ داخل المنزل لأن هناك فرد نستطيع أن نقول أنه يمرّ بمرحلة تغيير واضحة ألا وهي مرحلة (المراهقة) ومع ذلك فأنت لا تملك خلال هذا التغيير ووجود شخص يكاد يكون مختلفا إلا أن تراقب وتبذل ما تستطيع من جهد للتوجيه بالحكمة والرفق وتعمل على ضبط النفس والصبر أمام أي تجاوزات قد تصدر، ويصف الباحث أريك إريكسون فترة المراهقة بأنها (الأزمة الأشد إضطرابًا وهيجانًا ضمن العديد من أزمات الهوية التي يمر بها الإنسان في حياته). في هذه الفترة العمرية والتي هي أشبه بالتحول للأبناء داخل المنزل، يجب على الوالدين أن يبذلا جهداً مضاعفاً في متابعة أبنائهم والاستماع لهم، فعقولهم في تلك المرحلة تميل إلى المزاجية والاندفاع ولكن الدراسات تؤكد أن مع جميع تلك السلوكيات الصادرة من أولئك المراهقين من أولاد وفتيات إلا أن هؤلاء المراهقين يقدرون المكافآت والحوافز أكثر من العقوبات، فهم في أحيان كثيرة يميلون للاستعراض سواءً بمهاراتهم أو بأحاديثهم أو حتى أشكالهم والتي قد يكون بعضها غير مقبول أو غيرها من المواهب التي يحرصون على إبرازها ومع ذلك فدور الآباء هنا هو تسخير تلك المواهب لتكون في إطار واضح عملي يساعدهم في مستقبلهم. التعامل مع هؤلاء المتحوّلين عبر مراحل العمر المختلفة يجب أن لا يكون بالقسوة والتسلط وإجبار الأبناء على فعل بعض الأمور لأنهم في مرحلة يميلون فيها إلى العناد وتبنّي الرأي المخالف، بل يجب علينا أن نتريث في توضيح ماهو مطلوب منهم وبأسلوب مناسب. أعتقد أنها مرحلة هامة للغاية تتشكل فيها شخصيات الأبناء وطريقة تفكيرهم، فهم في مرحلة يسعون من خلالها إلى الحصول على قدر من الحرية، وما لم نكن قريبين منهم ونستمع لهم فقد ينجرفون خلالها إلى مسالك خطيرة قد لا نتمكن بعدها من إنقاذهم منها لاسمح الله. [email protected]