الخلافات السياسية مقبولة ما لم تصل لتصفية الخصوم جسديًا، وما يحصل في بنجلاديش لا يتجاوز هذا الوصف، ويجب تدخُّل أهل المروءة لإغلاق ملف الإعدامات لقادة المعارضة، وتشجيع البلاد على العودة للتعايش السلمي لتستقر سياسيًا وتزدهر اقتصاديًا. قبل ثلاثة أشهر تم تنفيذ حكم الإعدام في أستاذ الاقتصاد، معالي الدكتور مطيع الرحمن نظامي، زعيم الجماعة الإسلامية البنغالية، متخرج من جامعة دكا بدكتوراة اقتصاد وانتخب عدة مرات في البرلمان، وشغل منصب وزير الزراعة، ثم الصناعة، ورأس منذ عام 2000 حزب المعارضة خلال فترة رئيسة الوزراء السابقة خالدة ضياء، وألقي القبض عليه سنة 2010 بتهمة إيذاء المشاعر الدينية، ثم اعتقل بعدها في العام نفسه للاشتباه بأنه ارتكب جرائم ضد الإنسانية إبان الحرب، ونفذ فيه حكم الإعدام، مايو 2016، لإدانته بجرائم وقعت خلال حرب التحريرعام 1971. اليوم وبنفس ما يُسمَّى جرائم الحرب التي حدثت قبل 45 سنة، بسبب الانفصال عن باكستان، اتهم زعيم معارض آخر، مير قاسم علي، ورفضت محكمة بنجلاديش العليا، الثلاثاء، طلب الاستئناف ضد الحكم بالإعدام، وتم تنفيذ الحكم أمس الأول السبت . ومير قاسم رجل أعمال ناجح، يمثل قطب العقارات والنقل البحري، ويبلغ من العمر 63 عامًا، أما الزعيم السابق مطيع الرحمن نظامي، فقد أُعدم وعمره 73 عاماً . أثارت محكمة جرائم الحرب التي أنشأتها الحكومة الحالية، في عام 2010 أعمال عنف واتهمها سياسيون معارضون منهم زعماء الجماعة الإسلامية بأنها تستهدف التخلص من خصومها السياسيين. * القيادة_نتائج_لا_تصريحات يقول الكاتب الأمريكي جاري ويلز: القيادة خليط ثلاثي من القياديين والتابعين والأهداف، تتحرك في اتجاه واحد.