على طول 250 أمتار، وفي وسط مدينة أبها في قلب منطقة عسير يمتد «شارع الفن»، محتشدًا بلوحات التشكيليين برؤاها المختلفة، وألوانها البهيجة، ناثرة الجمال في «الممشى»، في (10) معارض مفتوحة، تحفها نغمات فنان العرب محمد عبده وأغنياته الصادحات، وذلك ضمن فعاليات مهرجان «أبها يجمعنا». عن هذا الشارع يقول صاحب فكرته الفنان عوض آل زارب: فكرت شارع الفن جديدة؛ حيث إن أبها تحتضن العديد من الفنانين التشكيلين والمعارض الفنية وكانت الفكرة في جعلها بين الناس بدلاً عن تمركزها في أماكن مخصصة، بحيث يمكن للفنان أن يرسم ويظهر للناس إبداعه وهو يرسم أمامهم، وبهذه الطريقة تقرب الفنانين من الجمهور وقد تحقق الهدف المرجو. وقد تقدمت بمشروعي هذا لفرع الهيئة العامة للسياحة من العام الماضي، وظهرت الفكرة أثناء رؤيتي لممارسة بعض الفنانين التشكيليين للمرسم الحر في متنزه السودة بمنطقة عسير، حينما بدأ التفاعل مع فكرة المرسم الحر للسياح وزوار المنطقة، ومواهب في فن التشكيل والخط العربي، عندها اقترحت بالفكرة على هيئة السياحة وتمت الموافقة عليها وبدأنا منذ سنة ونصف بالتنسيق لهذه الفعالية الفنية التي لاقت دعمًا من فرع الهيئة وتشجيعًا من المهندس محمد العمرة، وتم التنفيذ لهذا السيناريو الفني الذي يتيح لعابري السبيل والمارين بالشارع مشاهدة الجماليات الفنية والمشاركة فيها، كما تم اكتشاف مواهب فنية رائعة، مما يؤكد رهافة حس أبناء المنطقة، وأيضا مشاركة عدد من السياح وزوار المنطقة بالرسم وإظهار إبداعهم وبعضهم لم تسمح لهم الفرصة بإظهار موهبته ووجد الشارع هذا الذي أظهر فنه أمام الجميع، فالزوار وسكان أبها متعطشون لأشياء تسعدهم وشارع الفن بما فيه من فضاء مكاني وفضاء ذهني يوحي لهؤلاء الشباب بأن هناك شيئا ما يلامس اهتماماتهم وبعض طموحاتهم. ويتابع آل زارب حديثه مضيفًا: مساحة الشاعر تزيد على 250 مترًا، حيث تنتشر فيه المعارض والمراسم المفتوحة التي بلغت 10 معارض. وقد شهدت المعارض واللوحات الفنية تفاعلاً كبيرًا من كبار السن والشباب وأصبحت مركزًا وشارعًا مهمًا في مهرجان أبها، خاصة عندما بدأنا بعمل ورش عمل للفنانين أمام المارة، بحيث يستطيع الزائر أن يشاهد الفنان وألوانه وأدواته أثناء رسم لوحته مباشرة، ومساحة كبيرة تعرض الفنون. وعن ترتيب أماكن الرسم بالشارع قال آل زارب: هناك كثير من الفنانين يحجزون مواقع لوقت آخر، نتيجة لكثرة الطلبات التي تردنا من المنطقة وخارجها، كما أن شارع الفن يحتوي على عدد من اللوحات الثابتة وهي في تزايد مستمر، وكذلك اللوحات المتحركة على «الكانفاس»، واللوحات المعروضة تعود ملكيتها إلى هيئة السياحة باسم الفنان الذي أنتجها. وسوف تستمر فعاليات الشارع إلى نهاية الصيف، بعد ذلك سيتم الاحتفاظ بها لعرضها في أماكن أخرى، وفي السنوات المقبلة سيتم إضافة بعض الأفكار إلى هذا الشارع بحيث تشمل كل الفنون من موسيقى وتصوير ومسرح. وختم آل زارب حديثه بالإشارة إلى أنه وفريق العمل يطمحون لاستنساخ فكرة شارع الفن في جميع محافظاتعسير، وبالأخص في قرية رجال ألمع التراثية بمحافظة رجال ألمع، مبينًا أن جميع فناني وفنانات المنطقة يأملون في استثمار عام 2017 الذي ستكون فيه أبها عاصمة السياحة العربية، ويتأهبون لعرض أعمالهم التشكيلية طيلة عام كامل مؤكدا بأن التصوير الفوتوغرافي بدأنا بإضافته حاليا ضمن شارع واحد، وأما عن تنقل الفكرة بكافة مناطق المملكة فإنها حاليا مقتصرة على أبها ومن ثم محافظاتها، وفي السنوات القادمة يحتمل دراسة هذه الفكرة، نافيًا أن تكون فكرة المظلات في شارع الفن مستوحاة من شارع بدبي. فكرة المظلات في شارع الفن ليست مستوحاة من شارع بدبيز منتزه السودة أوحي لي بالفكرة.. و «سياحة عسير» تبنت المشروع. الشارع هدفه ربط الجمهور بعملية الإبداع الفني بشكل مباشر. كبار السن تفاعلوا مع الفنانين.. واكتشفنا العديد من المواهب. سنطور الفكرة في الموسم المقبل وساعون لجعلها طوال العام.