سنوياً وبتكرارٍ في مثلِ هذه الأيامِ يعيشُ مجتمعُنا هاجساً أُسَرياً مُؤرِّقاً ومُقلقاً لكثيرين آباء، أمهات، أبناء، وبنات.. فمع ظهورِ نتائجِ قبولِ الجامعاتِ تئنُّ نفوسٌ.. وتبكي عيونٌ.. وتأسى أرواحٌ.. فهذا الابنُ وتلك الابنةُ لم يجدا مقعداً جامعياً ضمن طلابِ وطالباتِ الانتظامِ. عددُ الجامعاتِ الحكوميةِ وبحمدِ اللهِ أصبح يُغطِّى كلَّ أرجاءِ الوطنِ ولم يعُدْ كما كان سابقاً مقتصراً على المدنِ الكُبرَى وهذا ما يعنى أنَّ بإمكانِها مجتمعةً احتضانَ كافةِ خريجي أبناءِ وبناتِ مناطقِهم وبدونِ استثناءٍ لكنَّ ذلك لا يحدثُ في الغالبِ.. من يَزُرْ هذه الأيامَ مكاتبَ مدراءِ الجامعاتِ وعمداءِ القبولِ يجدْها مكتظَّةً بأولياءِ الأمورِ الكلُّ يبحثُ عن حلٍّ لمشكلةِ ابنِه أو ابنتِه وهذا أمرٌ طبيعيٌ.. فلا يمكنُ أنْ يتوقَّفَ طموحُ الأبناءِ عند هذه السنِّ المبكِّرةِ وهو توقُّفٌ قد يُشكِّلُ خطراً مستقبلاً سواءٌ على الأُسرِ أو المجتمعِ ففي هكذا عُمر يكون أصحابُها عُرضةً لكلِّ شيءٍ.. تطرفٌ، انفلاتٌ، انحرافٌ، وهلُمَّ دواليك.. أدركُ جيداً حرصَ الزملاءِ مدراءِ الجامعاتِ على مستقبلِ الوطنِ في زهرةِ شبابِه وما آملُه منهم هو النظرُ إلى هذه القضيةِ نظرةً إنسانية لا نظرةً إداريةً بمعنى دراسة حالةِ خريجي الثانويةِ كحالاتٍ إنسانيةٍ وليستْ ورقيةً ومعالجتها بما لا يجعلُها خطراً على الأُسرِ والمجتمعِ.. فقاعةُ المحاضراتِ التي تستوعبُ (20) طالباً وطالبة بإمكانِها قبولُ (35) وهكذا أعداد الكلياتِ وأقسامها وإن كان الإشكالُ مادياً ،فالطلاب ذوو النسب الضعيفة يُقبلون انتظاماً لكنْ بدونِ مكافأةٍ وأما إبقاءُ المشكلةِ كما هي ومتكررةٌ فاللهُ وحدَه يعلمُ نتائجَها وسلبياتِها. [email protected]