ارتبط اسم المذيع سليمان العيدي لدى كثير من مشاهدي القناة الأولى بالتلفزيون السعودي بإعلانه عن ثبوت رؤية الأعياد، عبر مقولته التي لا تزال عالقة في الأذهان «جاءنا من الديوان الملكي» خاصة أنه ينتظرها مع نهاية شهر رمضان وذي القعدة كل عام ملايين المسلمين، فمسيرته الممتدة لأكثر من 38 عاما في الحقل الإعلامي حافلة بالإنجازات، سواء من خلال تقديم الأخبار والمسابقات الرمضانية. العيدي المولود في محافظة عيون الحواء بالقصيم عام 1376ه، بدأت خطواته مع الإعلام من وقت مبكر حين شارك في إذاعة حفر الباطن، وكذلك مشاركاته في النشاط الطلابي بصورة كبيرة، ثم انتقل إلى الرياض للدراسة الجامعية لينال الماجستير والدكتوراه أيضًا. ونوه العيدي إلى أنه بعد وفاة سليمان العيسى أوكل إليه إعلان أخبار الديوان الملكي وثبوت الأعياد على القناة الأولى، قائلا: «كنت أشعر بالسعادة في تقديمها». وعلى الرغم من أن العيدي قدم أخبارا كثيرة طيلة حياته العملية إلا أنه لم ينس المشارك «سعود» من محافظة عرعر في مسابقات رمضان للكبار، حيث قال: «رغم أن إجابته على الأسئلة كانت خاطئة إلا أننا اضطررنا لإعطائه هدية، خاصة أنه رفض إغلاق خط الاتصال، إلا بعد أن يحصل على جائزة وقد تبقى حينها على نشرة الأخبار الرسمية دقيقة واحدة فقط وسيتم فيها الإعلان عن قدوم عيد الفطر المبارك. وعن الأخبار التي لا تزال عالقة في ذهنه قال: كنت أقدم فقرة الأخبار بإذاعة الرياض، وجاء خبر تحرير «الكويت» الذي فرح به جميع العاملين بالاستوديو. وعن البرامج الرمضانية قال العيدي: «قديما كنا نمضي فيها أكثر من 5 ساعات إضافة إلى تغطية التعليق بأوقات صلاة المغرب في الحرمين الشريفين»، مضيفا بأن عائلته المكونة من 4 أولاد و3 بنات حرمت من حضوره معهم أوقات الإفطار لأجل تقديم فقرات رمضان الإعلامية» وأضاف: «أن أبرز برامج رمضان كانت تلك التي تلامس القضايا الاجتماعية والشخصية إضافة إلى فقرات الإفتاء، حيث إنني قدمت أكثر من 40 برنامجا رمضانيا على مدى مسيرتي الإعلامية، ومن تلك البرامج التي لازالت عالقة في أذهان المجتمع هي المسابقات وبرامج ضيف الليلة وهكذا علمتنا الحياة» وعن مائدة رمضان أكد أنه لم يكن يستطيع الذهاب إلى سفرة طعام الأسرة لأنه مرتبط خلال وقت الإفطار بتقديم تعليق روحاني قبيل أذان صلاة المغرب. وذكر أن المائدة الوحيدة التي كان دائما يفطر عليها، التمر والماء واللبن، وأن هناك بعض المذيعين كان وقت عملهم يبدأ بعد انتهاء عملي فيحضرون بعضا من مائدتهم المنزلية التي كنا نتشارك بها جميعا مع طاقم الاستديو. وألمح إلى أن عمله حرمه من لقاء أصدقائه، نظرا لالتزامه بمواعيد تقديم فقرات برامج التلفزيون السعودي التي كانت حينها مواعيد تجمع أصدقاء الطفولة وزملاء الدراسة، قائلا: «لم يعد يربطني بهم في الوقت القريب إلا الهاتف أو الجوال عوضا أن الوقت العائلي الذي أصبحت أحرص على المكوث بالمنزل في أوقات فراغي ومن ثم العودة للأستديوهات ومباشرة فقراتي». وأضاف العيدي بأن وزني لم يكن بازدياد فابتعدت عن الرياضة إلا أنه في الآونة الأخيرة أصبحت ممارسا ولكن بشكل محدود؛ لأن شاشة التلفاز تتطلب من المذيع أن يكون مقبولا وصحيا. وعن أحفاده قال «في الوقت القريب صار لدي الوقت الكثير لأن أعيد ساعات الجلوس مع عائلتي ولكن مع أحفادي بهذه المرة، حيث إنني التزمت بقضاء وقت طويل مع أسرتي، لافتا إلى أنه محاضر الآن في جامعة الأمام محمد بن سعود الإسلامية ولدي برنامج في رمضان الحالي بعنوان (فقه الحياة) يعرض في إحدى الإذاعات؛ كونه لا يريد أن يبتعد عن الإعلام بشكل نهائي.