لليوم الثالث على التوالي استمرت معاناة سكان أحياء شرق جدة (الرغامة وقويزة والعبيد) بعد توقف الشبكة عن تزويد منازلهم بالمياه حسب الجدول الأسبوعي، الأمر الذي أدى -على حد قولهم- إلى الانتظار إلى فترة تتجاوز عشر ساعات أملا في الحصول على صهريج ماء، في الوقت الذي فضل فيه منسوبو الشركة الوطنية للمياه عدم التعليق على الأزمة. «المدينة» انتقلت مساء أمس إلى موقع أشياب التوزيع الواقع في حي الصواعد، والتقت بعدد من المواطنين واستمعت إلى معاناتهم المتكررة.. عجز في السيارات فارس المقبلي يقول: اعتدنا على وصول مياه الشبكة الرئيسة إلى منازلنا لمدة تتراوح من أسبوع إلى عشرة أيام، لكننا فوجئنا بعدم وصولها في موعدها المحدد ولمدة زادت عن أسبوع، حيث فرغت خزاناتنا من المياه وهرعنا بحثا عن صهريج ماء إلى مقر محطة التوزيع، وبعد وصولنا إلى الموقع دخلنا في طابور انتظار، وحصلنا على رقم وأبلغونا أنه ستم الاتصال بنا من قبل سائق الصهريج في مدة لا تتجاوز ساعتين، وبعد انتظار دام لأكثر من ثلاث ساعات اضطررنا للعودة مرة أخرى إلى شباك المحطة فأبغلنا الموظف المسؤول أن هناك عجزا في عدد السيارات وعليكم الانتظار لفترة لاتقل عن خمس ساعات. يضيف: حاولنا التواصل مع أي مسؤول يحل الأزمة فلم نجد حتى إن الهاتف المجاني يعطينا عن طريق الرد الآلي مواعيد تتجاوز 48 ساعة. الاستعانة بهوية صديق أحمد حمدان السلمي يقول: فجأة وبدون سابق إنذار توقف ضخ الشبكة إلى منازلنا من بداية الأسبوع الماضي، ولم نجد حلا إلا مراجعة محطة التوزيع وكانت المراجعة الأولى الخميس الماضي وحصلنا بعد 24 ساعة (مساء الجمعة) عل الصهريج الأول وبما أن عمارتي كبيرة وبها 12 شقة فإن الصهريج الواحد لا يكفي إلا يوم واحد، وعدت عصر أمس السبت، للحصول على صهريج آخر وفاجأنا الموظف المسؤول بأنني لا أستحق إلا بعد ثلاثة أيام باعتبار أن هويتي مسجلة لديهم من مساء الخميس، واضطررت للاستعانة بأحد السكان وسجلنا الانتظار بهويته، وأمضينا من 8 ساعات وإلى الآن لم يصلنا الوايت. تصريح الوزير من جهته قال المواطن حميد الرفاعي من سكان حي الرغامة 3: استبشرنا خيرًا حينما صرح وزير المياه الجديد قبل أسبوعين عند زيارته لجدة، حينما قال إن الوزارة لن تسمح بتكرار أزمة المياه التي اعتادها أهل جدة مع بداية كل رمضان، إلا أننا فوجئنا بعد أيام قليلة من هذا التصريح وقبل دخول رمضان بتكرار الظاهرة، وكأن أزمة المياه تعيش حالة متلازمة مع سكان جدة، خاصة القاطنين في أحيائها الشرقية. وأضاف: ونحن نناشد الوزير ومدير المياه الجديد الوقوف على الوضع وكشف أسباب إيقاف الضخ عن هذه الأحياء. لجأنا للسوق السوداء ويقول عبدالله حسن عسيري حضرنا يوم الخميس للبحث عن وايت مياه وأبلغونا أن النظام عطلان وأن الكيبل تعرض للتلف، فاضطررنا للبحث عن وايت في السوق السوداء.. ثم راجعنا يوم الجمعة فأبلغونا أن يوم الجمعة يعاني عادة من قلة عدد السيارات لأن سائقيها يفضلون التمتع بإجازاتهم الأسبوعية، وعدنا يوم أمس «السبت» مؤملين في انفراج الأزمة، لكننا سمعنا نغمة أخرى من موظفي الخدمات بالموقع يؤكدون من خلالها قلة عدد السيارات وكثرة الطلبات على وايتات المياه. «المدينة» حاولت معرفة الأسباب من خلال سؤال الموظفين المتواجدين في الصالة، فاعتذروا بأنهم غير مخولين بالتصريح، وقالوا: بإمكانكم الاتصال على هاتف خدمة العملاء أومراجعة الإدارة. وحاولنا الاتصال بمتحدث الشركة لكنه لم يرد على اتصالاتنا طوال مساء أمس.