أصيب الحزب الجمهوري الأمريكي ومرشحه للرئاسة دونالد ترامب بصفعة سياسية، عندما أعلنت بريطانيا تعيين أول عمدة مسلم سنِّي لمدينة لندن وضواحيها، البريطاني من أصول باكستانية صديق أمان خان، البالغ من العمر 46 سنة، في الوقت الذي يُهدِّد فيه ترامب، لمنع المسلمين من دخول أمريكا. صديق حمل حقيبة وزارتين قبل هذا التعيين، فقد كان وزيرًا للأقليات، ثم وزيرًا للمواصلات، وهو من الجناح الاجتماعي المعتدل بحزب العمل البريطاني، وهو ليس أول عمدة مسلم لمدينة أوروبية، فقد سبقه، المسلم أحمد أبوطالب من أصول مغربية، لمدينة روتردام الهولندية عام 2008 وقد حصرت الإندبندت البريطانية أربعة مسلمين آخرين، سبقوا صديق خان، لمناصب مشابهة، ولكنها أصغر، منهم سيّدة، حيث حصلوا على منصب عمدة لمحافظات صغيرة تابعة لمنطقة لندن. الحياة في الغرب مجاهدة، يفوز فيها المبرزون، فصديق خان، ولد لأسرة باكستانية مهاجرة، وهو أخ لسبعة ذكور وأخت واحدة، وعمل والده سائق باص في لندن لمدة 25 سنة، ليطعم العائلة وينشيء الأبناء، وساعدت أمهم للعمل خياطة منزلية لدعم دخل الأسرة. بدأ الشاب الطموح استعداده لخوض سباق الترشيح لعمدة لندن، منذ عام 2013، بعدد من اللقاءات المفتوحة ليُوضِّح أحقيته بهذا المنصب، وأخيرًا في عام 2015 كان منافسه الوحيد من داخل الحزب، وزيرة الثقافة البريطانية تيسا جويل، وبعد الجولتين الأولى والثانية، حسم صديق السباق، بحصوله على نسبة تصويت 58.9% لصالحه، و41.1% لصالح تيسا. رحلة صديق خان لم تكن سهلة، فقد خاض عدة منافسات صعبة للفوز بعضوية البرلمان في بداية حياته السياسية، ضد خمسة بريطانيين، واكتسحهم عام 2005. #القيادة_نتائج_لا_أقوال يقول المفكر الأمريكي ديل كارنيجي: بدلًا من القلق فيما سيقوله الناس عنك، اعمل إنجازاتك الكبرى، حتى تشغلهم بالحديث عنها.