إن كان الحوثيون إماميين ملكيين فلقد ساندت المملكة العربية السعودية الإمام محمد البدر، آخر أئمة اليمن، واحتضنته سنوات طويلة وخاضت إلى جانبه صراعاً طويلاً استمر سبع سنوات أو تزيد إلى أن تمكن اليمنيون بمختلف فئاتهم من التوافق على طبيعة الحكم الذي يرتضونه، وإن كان الحوثيون زيوداً فلقد تعاملت المملكة مع اليمن وشعبه وقياداته بمختلف طوائفه ومكوناته ولم تفرق فيهم بين زيدي أو شافعي، بل إن أحد القيادات اليمنية من أبناء مدينة تعز الشافعية قد قال لي إنكم قد أهملتم القبائل الشافعية لأنكم اعتبرتموهم قوميين ناصريين وفضلتم عليهم القبائل الزيدية لأنهم كانوا ملكيين، والحقيقة هي أن المملكة لم تفرق بين زيدي أو شافعي إلا بمقدار ولائهم لليمن وإخلاصهم في التعامل مع المملكة، وإن كان الحوثيون شيعة إمامية اثني عشرية فلقد تعايشنا مع ايران الشيعية عشرات السنين قبل الثورة الإسلامية كما تعاملنا مع إخواننا الشيعة في العراق وسوريا والخليج العربي واقتسمنا الوطن ولقمة العيش مع من كان منهم من أبناء هذا الوطن في سلام ووئام لا تنتقص منه بعض شطحات الحاقدين والمتآمرين من هذا الجانب أو ذاك، ولئن كان اليمن جاراً عزيزاً غالياً فأبناء صعدة الذين ينتمي اليهم كثير من الحوثيين هم أقرب الجيران ولنا عليهم حق حسن الجوار ولهم علينا حق رد التحية بمثلها أو بأحسن منها. من هذا المنطلق نبتهج بما ذكر حول التفاهم على تهدئة التوتر على الحدود ونتمنى أن يكون ذلك مقدمة لعودة الرشد إلى إخواننا من الحوثيين الذين ظنوا أن تحالفهم مع إيران يمكن أن ييسر لهم الانقضاض على السلطة في اليمن وتهديد أمن المملكة وفرض الأمر الواقع على الشعب اليمني، ولكن كيف لنا أن نوفق بين ذلك وبين ما تورده الأنباء من انتهاكات متكررة للحوثيين مع حلفائهم من أنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح لأمن المملكة وحدودها؟ واذا تجاوزنا عن هذا الاختراق الخطير للعهود والمواثيق التي لم يجف مدادها بعد، فكيف نفسر اعتداء الحوثيين على قوافل المساعدات الإنسانية وسطوهم عليها ومنعهم لوصول بعضها خاصة وأن جزءاً هاماً من هذه القوافل كان متجهاً نحو معاقل الحوثيين في صعدة وما جاورها؟ يا إخوتنا الحوثيين عودوا إلى صوابكم، وأقلعوا عن أوهام السلطة، وكفاكم حروباً ومآسيَ، وتعالوا مع إخوانكم في اليمن إلى كلمة سواء تحتكمون فيها إلى العقل والمنطق وإلى الشرعية الوطنية والإقليمية والدولية، وألقوا السلاح جانباً وانخرطوا في العمل السياسي، وثقوا أن لكم ولكل اليمنيين في المملكة العربية السعودية أخاً محباً حانياً يسعى إلى السلام والوفاق وسيكون خير معين لكم على إعادة البناء والإعمار وتضميد الجراح وإعادة البسمة والأمل إلى وجوه الأطفال والسعادة إلى اليمن السعيد. [email protected]