كشف وكيل وزارة الخارجية الأمير تركي بن محمد بن سعود الكبير، عن عقد «مؤتمر سعود الفيصل» برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله -، بتنظيم مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية في مدينة الرياض، سيعقد في 16 رجب 1437ه الموافق 23 إبريل 2016م، سيشمل جوانب كثيرة عن حياته، بمشاركة عدد كبير ممن عملوا معه وعايشوه وعاصروه، مشيرًا إلى أن المؤتمر لن يكون توثيقا لحياته فقط، وإنما توثيقا للسياسة الخارجية السعودية التي مثلها طوال أكثر من أربعة عقود. جاء ذلك خلال مشاركته فى ندوة « ذاكرة الدبلوماسية من أوراق سعود الفيصل - يرحمه الله -»، التي أقيمت يوم أمس، ضمن البرنامج الثقافي المصاحب لفعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب 2016م. حيث استهل الأمير تركي حديثه بالإشارة إلى ان المملكة ليست من دعاة الحرب، مبينًا أن تدخلها في اليمن اقتضته ظروف انقلاب الحوثي المدعوم من الرئيس المخلوع وإيران وحزب الله بقوة السلاح ضد الشرعية في اليمن الموافق عليه من الشعب اليمني والمجتمع الدولي، بما شكل خطرًا على أمن المملكة واستقرارها، وكذلك خرقا صريحا للقوانين الدولية فأصبحت هناك إدانات دولية لهذا الانقلاب. واستطرد الأمير تركي في هذا الجانب، مؤكدًا أن المملكة مستعدة للمشاركة في أي حرب ضد الإرهاب والتطرف مهما كان مصدره. وعن شمائل الأمير سعود الفيصل، أضاف بقوله: إن الفيصل قامة وطنية، عرف فيه حسن المعشر ودماثته، وذكاؤه الحاد، ذو عزيمة لا يكن ولا يعرف الاستسلام أو اليأس، يعمل بصمت، ولا يقلل من قيمة التفاصيل، تميز في قدرته وحنكته، إذا تحدث يسمعه الجميع، يخاطب العقل والقلب، ذو خبرة واسعة واطلاع في العمل السياسي والدبلوماسي، عاصر الكثير من الأحداث والأزمات واستطاع التعاطي معها، شديد من غير عنف، لين من غير ضعف، وكان نعم المدرسة التي يتعلم منها الجميع، تربى في كنف والده الملك فيصل رحمه الله، ومشى على خطاه، أدركه المرض وهو يتابع قضايا أمته ويألم لحالها، لكن المرض لم يقلل من عزيمته، وقد شبهها في حديثه لمجلس الشورى بحال الأمة العربية». وأوضح الأمير تركي أن الأمير سعود الفيصل ظل يحذر من تنامي ظاهرة الإرهاب والتطرف والطائفية وتمزيق النسيج الاجتماعي العراقي، وقد صدق فيما توقعه، فمنطقتنا تمر بكثير من الأزمات والتحديات التي توقعها. مبينا أن جل جهده منصبا على إفهام قيادات إيران بأن أمن المنطقة مسؤولية مشتركة للجميع، وكان من أشد المعارضين للتدخل الإيراني في الشأن العربي، داعيا إيران وغيرها إلى التخلي عن أسلحة الدمار الشامل. ولفت إلى تميز الفيصل بعفوه عند المقدرة، ومن ذلك عفوه عمن حاولوا الاعتداء عليه في القاهرة على هامش الاجتماعات المنعقدة في الجامعة العربية. منوها بدعابته التي يستخدمها لإيصال الكثير من المعاني، وأنه كان رزينا متزنا يستشعر دائما مكانة الوطن الذي يمثله، يبتعد عن الملاسنات والمهاترات السياسية التي يمارسها بعض رجال السياسة، فمدرسة سعود الفيصل هي مدرسة الصبر والجلد والحكمة التي كانت تلهم المسؤولين الذين عاصروه وعملوا معه، كما أن عزيمته وتضحيته بوقته وعلاقته بأسرته كانت أيما مثال للتضحية. من جهته أشار الدكتور عبدالعزيز أبو زنادة إلى علاقة الفيصل بالصيد والحفاظ على طيور الحبارى، وإنشاء مركز أبحاث الحياة الفطرية، بهدف حمايتها وتنميتها. كاشفا عن إعداد صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل كتابا حول حياة أخيه الأمير سعود الفيصل.