منْ لا يعرفُ الأميرَ سلمان بن عبد العزيز، لا يعرفُ المملكة العربية السعودية. لا أظن أحدا من العرب المعاصرين يعرف، كما الأمير سلمان، حركة التاريخ الإنساني. ولا أعتقد أحدا يُضاهي أو يُنافس دقة فهمه وتحليله العبقري للتاريخ السعودي، على مدى ثلاثة قرون. سلمان بن عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود، هو من النادرين في عالمنا المعاصر، استطاع، طيلة أكثر من نصف قرن مضى، أن يكون فاعلا نهضويا عربيا، مسلما، شجاعا نبيلا، رفع راية الإنسانية وسط التوحّش، وأعلى راية الألفة والمحبة في مجاهل غابات من الكراهية. لم يبق في صدور وعقول كل من حول الأمير سلمان، من العاملين معه، ومن الأصدقاء والأصحاب والمعارف، وملايين المواطنين الذين ارتادوا ويرتادون مجالسه، شيم ومواهب وملكات وقدرات وكفاءات، إلاّ فتح لها الأمير سلمان الأبواب، فتحوّلت أعمالا ومشروعات بناءة وتقدما وتطويرا وازدهارا، على مساحة الوطن. يقف عند الوسط تماما، لكي يرى الغروب والشروق معا، وهما يمتزجان، كما لو أن نظرة واحدة يلقيها سلمان بن عبد العزيز، هي الحياة كلها. يعرف كيف يُعمق صلاته الدائمة الدؤوب بما سبق، وبما يحدث من حوله، الذي هنا، والذي هناك. المنهاج السعودي في إدارة الدولة مُتفقٌ مع مناهج الشعوب المتقدمة على «مبدأ مشترك» -يقول الأمير سلمان لطلاب وطالبات (جامعة هارفارد) الأمريكية- «وهو رفضُ الاستبداد بالرأي والقرار في إدارة شؤون الدولة». لم يسبق أن وصف رئيس أمريكي شخصية عالمية بأنه «رجل ذو إيمان عميق، مُلتزم بتحسين حياة أبناء الشعب السعودي، ومُلتزم بأمن المنطقة»، على حدّ تعبير الرئيس أوباما، مع تأكيده على أن «الولاياتالمتحدة تتطلع إلى مواصلة علاقاتنا الوثيقة مع ولي العهد الأمير سلمان في منصبه الجديد». حسّ الأمير سلمان عميق بنبض مواطنيه. بلى، هو ذاكرة وطن، لكنها مفتوحة على المستقبل. والهوية عنده مُشرّعة على الأمام والأمل والتقدم. بديهي أن الأمير سلمان، في منهجية حركته في كل شأن وطني وعربي وإسلامي، مدركٌ أن والده المؤسس الملك عبد العزيز، طيّب الله ثراه، ترك وراءه أهدافا سعودية وعربية وإسلامية، في إمكانها أن تنعش وتلهم همم وعزائم ملايين البشر. [email protected]