يعلم الجميع أن استمرارية نجاح الشركات العائلية مهددة بتحديات جمة وهي تنخفض مع كل جيل وأن نسبة ضئيلة منها تعبر للمستقبل وتتجاوز تحديات تآكل النجاح ولكن هناك وعي برز قد يساعدها بتجاوز مخاطر التلاشي، إن للشركات العائلية أهمية في دعم الاقتصاد الوطني فهي اليوم توفر منتجات تسد جزءاً معتبراً من الطلب مثلما أنها تسهم في زيادة دخل المجتمع والعائلات التجارية فضلاً عن أنها مصدر للعيش الكريم والتوطين، وقد قدرت الدكتورة نوف الغامدي الاستثمارات العائلية بما يقارب ثلاثمائة وخمسين بليون ريال وأنها تمثل عشرات الآلاف من الشركات الخاصة وأن تحدياتها مزمنة ولكن ذلك لا يعفي من الاهتمام بمستقبلها. وتبدو تطبيقات الحوكمة في الشركات العائلية مثل كل أنواع الشركات وسيلة ناجحة لانتشال الشركات العائلية من مصير يبدو وكأنه راجح ومتوقع . إن تطبيقات الحوكمة كما تشير الدكتورة نوف يمكن تلخيصها في تكوين مجلس للعائلة وفصل الملكية عن الإدارة وبناء استراتيجيات فعالة وإعادة الهيكلة على نحو يستعين بمهنيين من خارج العائلة. وهناك صلة وثيقة بين تعميم الحوكمة في الشركات العائلية وبين نجاح تطبيقاتها في الغرف التجارية ومن المفارقات أن هناك جهوداً خيرة تقودها وزارة التجارة والصناعة لتطبيق ممارسات الحوكمة في الغرف التجارية ولكن ليس ثمة غرفة تجارة واحدة بالمملكة يمكن أن يشار إلى أنها تطبق الحوكمة وهو استنتاج ينسحب على معظم الشركات السعودية وللأمر صلة بثقافة المجتمع ولهذا تتصرف الغرف والشركات كجزء من المجتمع وليس قيادة التغيير للأحسن في ذلك المجتمع وفي الحقيقة حتى شركات القطاع العام يرفض بعضها مفاهيم الحوكمة لا عجب أن قاوم الجميع ثقافة الالتزام والمحاسبة والمساءلة والشفافية والإفصاح إن كانت تعني الحوكمة وكما أشار صديق يحمل دكتوراه في القانون أن تطبيقات الحوكمة تتناقض مع طبيعة المجتمع ككل لأنها دائماً تفهم كما لو أن الإدارة تحت رقابة لصيقة وتدخل ومساءلة سلبية مما يسفر عن المقاومة ويدفع إليها، بينما الأمر على عكس ذلك تماماً. إن المبادرة بتطبيق الحوكمة يجب أن تتم من مجالس إدارات الغرف التجارية وبقيادة من مجلس الغرف بالرياض وهناك ضرورة لتفعيل وتعميم ثقافة الحوكمة حتى تحصد المنشآت والشركات العائلية فوائدها ،فعلى الغرف التجارية أن تهدي أفضل ممارسات الحوكمة للمنشآت الخاصة والعائلية وهو دورها الوظيفي لكي تسهم في ضمان استمرارية ونجاح الشركات وإلا فإن عدم الاهتمام يعني السماح لهذه المنشآت أن تنهزم أمام أقل التحديات سواء انتقال القيادة أو المنافسة أو الاستسلام للتراجع، وبما أن غرفة جدة هي أُمُّ الغرف فإن المسئولية عليها مضاعفة في المبادرة لقيادة غرف المحافظة وقطاع الأعمال والشركات العائلية لتطبيق الحوكمة. إن النجاح عمل جماعي فلا يصح أن تبذل الوزارات المعنية الجهود ثم يكون رد فعلها اليد الواحدة لا تصفق.