انتشرت العديد من تطبيقات الأجهزة الذكية وأصبحت وسائل ميسرة للجميع في الاتصال والتواصل مع الآخرين سواء القريب أو البعيد. تطبيق الواتساب يكاد يكون أشهرها وأكثرها استخداماً حول العالم عموماً.. ولدينا في السعودية بشكل خاص. كل واحد منا لديه في هذا التطبيق أكثر من مجموعة للتواصل معها، ودخلنا للعالم الافتراضي من أوسع أبوابه، فالبعيد أصبح قريباً من خلال انضمامه لإحدى هذه المجموعات. مجموعات (قروبات) الواتساب أصبحت مهمة جداً في حياتنا واختصرت المسافة وقرّبتنا من بعض مع أناس انقطعنا عنهم، فيها مزايا عديدة ومفيدة، وتعددت القروبات بين قروب للأهل وقروب لأصدقاء الدراسة في المراحل الابتدائية، أو قروب خاص بزملاء في مجال تخصص معين، أو قروب خاص بالكتّاب والأدباء، أو قروب في الاقتصاد والمال وغيرها من المجموعات, بل تجاوز ذلك كثيراً وأصبحت مجموعات خاصة بفرق العمل في الشركة ولمتابعة سير العمل، وهناك مجموعات خاصة لأعضاء مجالس إدارة بعض الشركات يتم خلالها تبادل الرؤى والأفكار قبل الاجتماعات. وبقدر ما فيها من فوائد ومزايا في تنمية الاتصال والتواصل وزيادة الألفة والمحبة بين الجميع، إلا أن هناك من جعلها نقمة على من ينضم لبعض القروبات، وأخص في ذلك ما يطلق عليهم في المصطلحات الشعبية (المدرعمين) وهم من أكثر من يسيء استخدامها. بعض المجموعات أصبحت مصدراً لنشر الشائعات وتبادل صور الخطابات والمعلومات السرية، وتشجيع التعصب بكافة أشكاله، وإزعاج الآخرين في نقاشات تافهة وهابطة ومزعجة في كثير من الأحيان، وأصبحت مصدراً للخلاف بين كثير من الأعضاء ومدعاة للتفريق بينهم. وفي نفس الوقت هناك مجموعات وضعت أنظمة وشروطاً للانضمام والمشاركة فيها وهذه هي المجموعات التي تستمر وتدوم ويكون فيها احترام للجميع وتبادل مفيد للمعلومات بين الأعضاء. خلاصة القول، إن وسائل التقنية وتطبيقاتها مفيدة جداً لنا متى ما أحسنا استخدامها وابتعدنا عن إساءة استخدامها وجعلناها خير معين لنا في حياتنا الاتصالية مع الآخرين.