أول مرة أسمع فيها كلمة (هياط ) لم أفهم معناها الحقيقي ولكن بدا لي من سياق الكلام بأن المعنى العام لها هو المبالغة في الأمر أو عدم ذكر حقيقته ، وبعد العودة إلى بعض المعاجم اللغوية تبين أن معنى الهياط هو الضجة أو الجلبة والمهايطة هي الكلام المختلف أو غير الحقيقي . الغريب أننا أصبحنا نسمع هذه الكلمة كثيراً في الآونة الأخيرة فقد أصبح يرددها الكبار والصغار وجرت على الألسن بشكل مستمر فلا تكاد تحضر مجلساً إلا وتسمع هذه الكلمة في كلام أحد الحضور ، كما إننا أصبحنا نشاهدها أيضاً مترجمة بأشكال مختلفة فنجدها في أفعالنا ومظاهرنا الخارجية سواء في الملابس أو السيارات أو المنازل ومؤخراً في مظاهرما يسمى بإكرام الضيف والرغبة في التمييز أو الحصول على إعجاب الناس والظهور بمظهر مختلف ومبالغ فيه . في الآونة الآخيرة شهدت مواقع التواصل الاجتماعية مقاطع مختلفة تعبر عن انتشار هذا الوباء بين بعض أفراد المجتمع متلبساً بمفهوم كرم الضيافة فمنهم من يغسل يديه بالعود الفاخر بعد الأكل ومنهم من ينثر أكياس الهيل ترحيباً بالضيوف ومؤخراً ظهر مقطع يظهر أباً يتظاهر بقتل ابنه ليغسل الضيوف أيديهم بدمه وهناك الكثير من الصور والمقاطع التي تظهر كميات كبيرة من اللحوم والطعام التي يعدها بعض الناس لعدد محدود من الضيوف في حين إنها تكفي لعشرات بل المئات من الأفراد . المجتمع بكل فئاته لم يتقبل هذه المظاهر وعمل على محاربتها فبعض العلماء أكد بأن مثل هذه المظاهر يدخل في باب ( الكفر بالنعمة ) وهي ليست من مظاهر الكرم ولابد من ردع أمثال هؤلاء وخصوصاً ونحن نعيش في أمن وأمان ونعمة ورخاء وبجوارنا في الشمال والجنوب من يعيش محاصراً مفتقداً للأمن وللقمة العيش حتى مات من الجوع ، كما أوصى بعض المحامين بطرح مثل هذه المقاطع على المحاكم للنظر فيها وتعزير المتهمين وفق الأنظمة والقوانين في حين يؤكد أحد الأخصائيين النفسيين بأن هذه التصرفات تشير إلى هوس نفسي يؤكد وجود مشاعر نقص في الأفراد الذين يقومون بمثل هذه التصرفات ، كما قام الأمن بالقبض على أصحاب بعض تلك المقاطع لمحاسبتهم . هذه ظواهر غريبة على مجتمعنا ولم نعهدها منه من قبل ويجب أن نتحد في مواجهتها ، فمجتمعنا كريم بأصله وليس بمثل هذه التصرفات الدخيلة عليه . [email protected]