يماطل الحوثيون ورفيقهم ، علي عبد الله صالح ، في وقف إطلاق النار والاستجابة لقرارات الأممالمتحدة والدخول في محادثات تؤدي لوقف النزيف الدموي في البلد ، الأمر الذي يقود إلى مزيد من القتل والدمار .. طلب منهم مبعوث الأممالمتحدة ، إسماعيل ولد الشيخ أحمد ، الاستجابة لمطالب الحكومة والإفراج عن وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي ، المشمول بقرار مجلس الأمن 2216 ، واثنين من معاونيه العسكريين وشقيق الرئيس هادي ، اللواء ناصر منصور والعميد فيصل رجب ، ورفع الحصار الذي ضربوه على تعز منذ حوالي تسعة شهور .. ماذا عملوا ؟ .. حاولوا الالتفاف على هذه المطالب وأطلقوا من بين آلاف المحتجزين لديهم ، وزير التعليم الفني ، عبد الرزاق الأشول ، وأربعة ناشطين سياسيين واثنين من الصحفيين اليمنيين . علماً بأنهم قاموا بحملة اعتقالات في صنعاء التاسع من أغسطس الماضى شملت المئات من خصومهم السياسيين والصحفيين والناشطين الحقوقيين . وكجزء من المراوغة سلموا المبعوث الأممي سعوديين اثنين من المختطفين لديهم ، كانا يعملان في التدريس ، رافقاه في رحلته من صنعاء لجيبوتي ثم المملكة . ما الذي يدفع الحوثيين وصالح لهذا التلاعب بأرواح اليمنيين .. فلا شك أن المبعوث الدولي ، وغيره كثيرون ، أوضحوا أن الدعم العسكري الذي تتلقاه الحكومة اليمنية الشرعية لن يتوقف حتى يتم تحريراليمن كاملاً من قبضتهم ، وهو دعم ضخم فوق طاقتهم ، إلا أنهم بالرغم عن تلقيهم هذه التوضيحات ، وقناعة البعض منهم بوجاهتها ، فإن هناك فصيلاً بداخلهم يطالب بمواصلة تعريض اليمن واليمنيين للمعاناة . على ماذا يراهنون ؟ .. الشيء الوحيد الواضح هو أنهم يراهنون على الوقت ، اعتقاداً منهم أن هناك تطورات ستحدث مستقبلاً ستعيد لهم ما خسروه من أراضٍ حتى وإن فقد اليمن أرواح الكثيرين من أبنائه .. فما الذي يمكن أن يحدث ليغير مجرى الأحداث في اليمن ؟ في تحالف غير معلن أخذت جماعات تنسب نفسها للقاعدة وأخرى لداعش تقوم بعمليات إرهابية عبر التفجيرات والاغتيالات وإثارة الرعب في المناطق التي يجري تحريرها من الحوثيين وصالح .. هل يراهنون على أن القاعدة ( احتضنت إيران عدداً من قادتها ) أو داعش ، والتي تخدم أكثر من جهاز إستخباري دولي بما فيها الإيرانيون ، قد تؤدي إلى انهيار الحكومة اليمنية ؟ أم أن الإيرانيين أعطوهم توجيهات بأن يواصلوا تخريبهم حتى مابعد رفع الحظر الدولي ( يتم الآن ) وسيسارعون بعدها إلى نجدتهم . ربما يعطينا سلوك ( حزب الله ) في سوريا دليلاً على مايجري . فالحزب يراهن على الوقت أيضاً في سوريا ، ونراه يقضى وقته في قتل السوريين تجويعاً خاصة في المناطق المتاخمة لحدود لبنان ويرفض مراجعة مواقفه بالرغم مما تسببه له من مخاطر على وضعه داخل لبنان بسبب خسائره البشرية المتزايدة .. ويبدو أن هناك فريقاً داخل السلطة الحاكمة الإيرانية ، وخاصة الحرس الثوري الإيراني ، يرى أن الضغوط الداخلية والخارجية على تصرفاته بتصدير الثورة ستتلاشى بمجرد الانتهاء من مراسم التوقيع على اتفاقيتهم النووية مع أميركا وتلقيهم الدفعات الأولى من الأموال المجمدة . وحينها يمكن رفع سقف التدخل الإيراني الخارجي ، واعتبار روحاني ، الرئيس ، ولطيف وزير الخارجية ، أدوات سياسية انتهت صلاحية استخدامها . هل يموت المزيد من اليمنيين إرضاءً لهذه الأوهام ؟ [email protected]