البيئة هي مجموعة الأشياء التي من حولنا والتي تؤثر في جميع الكائنات على سطح الأرض وتشمل الماء, والهواء, والتربة, والمناخ, والكائنات أنفسها, ويعتمد كل حي (كائن) على الكائنات الأخرى.. والكائن مهما كان لا يمكنه العيش بمفرده. وتعرف البيئة أيضاً بالمكان الذي يعيش فيه الإنسان, ويحصل منه على احتياجاته من غذاء ومسكن ودواء ويمارس فيه علاقاته مع الآخرين, ناهيك عن أن ثمة عوامل تؤثر في البيئة رتبها العلماء اعتماداً على تدفق الطاقة والمواد المغذية وهي الشمس, والمواد غير الأحيائية, والكائنات المستهلكة الأولية منها, والثانوية, والمفككات. لقد حثنا الإسلام على المحافظة على البيئة لما لها من منفعة, ويتم ذلك من خلال منع التلوث, سواء كان تلوثاً في الماء, أو الهواء, أو حتى التربة. وتعتبر مدينة جدة من أكثر المدن تلوثاً, براً, وبحراً, وجواً, ويلاحظ ذلك في كثير من أحيائها, وشوارعها ومن ذلك ظاهرة رمي مخلفات المنازل في الشوارع والأزقة, وعدم غلق أكياس النفايات, ووضعها في الحاويات المخصصة لها, وعدم تحديد وقت محدد من قبل البلدية لرفعها, كذلك تعدى الأمر لرمي النفايات من قبل مرتادي البحر في البحر مباشرة, وترك النفايات في الأماكن المخصصة للنزهة في الكورنيش, ناهيك عن تفاقم ظاهرة رمي النفايات من المركبات في الطرق والشوارع كرمي مخلفات الأكل وعلب المشروبات والمناديل دون مبالاة. وثمة ظاهرة ولعلها الأكثر خطورة على صحة الإنسان وهي التخلص من مياه الصرف الصحي في البحر دون معالجة, كما هو جارٍ في بحيرة الشباب, والأربعين, وبحر جدة, أيضا تسرب النفط من الناقلات البحرية وغيرها, ودخان المصانع والسيارات والمركبات البحرية والطائرات, ووجود مصانع داخل الأحياء السكنية, ناهيك عن رش المبيدات الحشرية بطريقة خاطئة, ودفن المخلفات, واستخدام مياه الصرف الصحي في سقاية المزروعات, وتلوث مياه الأمطار نتيجة الأتربة والغبار, والأراضي البيضاء وتركها دون إلزام أصحابها بتسويرها مما جعلها مرمى للمخلفات بعيدة عن أعين الرقيب. إن ما سبق جزء من تلوث البيئة يؤثر مباشرة في صحة الكائن الحي في ظل غياب متابعة كثير من المسؤولين وإخفاقهم في أداء واجبهم. وإنني لأرجو من أمير منطقة مكةالمكرمة المعروف عنه حزمه وحرصه بخاصة فيما يتعلق بأمر الاهتمام بالمواطنين وتلبية احتياجاتهم تولي قضية التلوث بدعم معنوي ومادي لجمعية البيئة بالمنطقة وجدة بصفة خاصة بمساهمة البنوك, والغرف التجارية, ومؤسسات المجتمع المدني, لتقوم جمعية البيئة بدورها التوعوي, فالكفاءات العلمية الوطنية في مجال البيئة قادرة بإذن الله ومتطوعة في أداء واجبها, ومن تلك النماذج الدكتورة ماجدة أبوراس العالمة السعودية في مجال البيئة والتنمية المستدامة, نائب رئيس جمعية البيئة والرئيس التنفيذي لمكتب برامج الأممالمتحدة في الشرق الأوسط, وتم اختيارها من قبل الأممالمتحدة في غرس ثقافة البيئة في العالم من أجل تنمية مستدامة, وهي صاحبة العديد من الجوائز العالمية, ولها العديد من المبادرات الوطنية ذات السبق في البرنامج الوطني للتوعية البيئية (بيئتي) فهي المؤهلة كفاءة وقدرة لتولي حملة التوعية والتي ستسهم بشكل كبير في الحد من ظاهرة التلوث الذي يؤثر في صحة الجميع. إن المحافظة على البيئة وعدم تدهورها, والحفاظ على الحدائق والممتلكات العامة وغيرها من العبث لن يتحقق سوى بالاهتمام بجانب التوعية أولاً والعمل بشكل جاد على ذلك, وإذا ما أردنا تحقيق ثمرة ذلك فلنبدأ بالمرحلة الأولى من مراحل التعليم كون الطفل هو الأساس لكل غرس طيب . [email protected]