أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أن الذكرى الأولى لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- تمر وقد تحققت للمملكة الكثير من الإنجازات الكبرى داخليًا ودوليًا، مشيرًا إلى أن المملكة بمكانتها الرائدة تقود المنطقة في هذه الفترة العصيبة نحو الأمن والاستقرار والعدل ومحاربة الإرهاب والظلم. ونوّه سموّه في تصريح بما تحظى به قطاعات السياحة والتراث الوطني من تقدير واهتمام من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -أيده الله- لتمكينها من أداء أدوارها في العناية بالتراث الوطني وترسيخ المواطنة، وتمكين النشاط السياحي، بوصفه قطاعًا اقتصاديًا رئيسًا يسهم بدور كبير في تنمية المناطق وإيجاد فرص وظيفية للمواطنين، مؤكدًا سموه أن خادم الحرمين الشريفين يرعى مشروعًا رياديًا تبنّته الهيئة وتشرف عليه بمشاركة عدد من الجهات الحكومية، هو «برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري». ولفت سموّه الانتباه إلى اهتمام خادم الحرمين الشريفين بتاريخ المملكة وتراثها الوطني، مشيرًا إلى أنه «رجل تاريخ ورجل ثقافة ورجل حضارة واهتمام بتراثنا الحضاري، وبالمواقع التاريخية، ومواقع الوحدة الوطنية، ومواقع الحضارات المتعاقبة، وفي مقدمتها الحضارة الإسلامية». وقال سموه: «نحن نعيش في هذه الدولة التي يستمر فيها التعاون والتضامن والتآلف بين القائد والمواطن، وقبل ذلك بلادنا مهد الرسالة وبلد الحرمين الشريفين، هي أهم مكونات هذه الدولة، فالقائد مواطن، والمواطن مسؤول». وأشار سمو الأمير سلطان بن سلمان إلى أنه ومن خلال قربه من خادم الحرمين الشريفين ومرافقته له في الكثير من رحلاته، أتاح له التعلم من هذه المدرسة الإدارية التربوية الاجتماعية العظيمة، قائلاً: «الملك سلمان، هو والد الجميع؛ وما أدونه هنا اليوم يعبر عن مشاعري كمواطن وأيضا ك ابن للملك سلمان، وكلنا أبناء الملك سلمان، حيث عاصرته وعشت قريبًا منه، وتنقلت معه وتعلمت من مدرسته الكثير، وينعكس ذلك على ما أقوله وأقوم به اليوم، فهو رجل بكل المقاييس شديد الارتباط بدينه، ويتصف بوطنية لا حدود لها، ويسخّر وطنيته نحو العمل لأجل الوطن وتعزيز مكانته وخدمته وبذل الغالي والنفيس لأجله، وهذه صفة تعلمناها جميعا منه». وأكد سموّه حرص خادم الحرمين الشريفين الدائم على الاختلاط بالناس وزيارتهم، قائلاً: «تميّز الملك سلمان بتقديره الكبير للمواطنين وحرصه على التواصل الدائم معهم، فقد خالط المواطنين وعاش معهم طوال سنين عمله فهو يحب المواطنين ويحرص على زيارتهم وتهنئتهم في أفراحهم ومواساتهم في أحزانهم، ولذلك يحبه المواطنون ويحترمونه». وأضاف: «أن تكون قائدًا للمملكة العربية السعودية فهذه مسؤولية عظيمة ومهمة كبيرة جدًا، والملك سلمان دائمًا ما يؤكد لنا أن القيادة ليست منصبًا أعلى من المواطنين بل مسؤولية جمع شمل هذا الوطن وهؤلاء المواطنين الكرماء». وعن معرفة الملك سلمان بالتاريخ بشكل عام وتاريخ المملكة بشكل خاص، قال الأمير سلطان بن سلمان: «الملك سلمان يعرف التاريخ بشكل دقيق وهو موسوعة في تاريخ المملكة، وقارئ للتاريخ ويستلهم منه، فيتلمس عناصر النجاح، ويعي أخطاء التاريخ لتجنبها، ودائمًا ما يؤكد ويعلمنا أن وحدة هذه البلاد وملحمة تأسيسها قامت أولا على اتحاد الناس على كلمة «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، وخدمة الحرمين الشريفين ومحافظة المواطنين على دينهم والقيم الإسلامية التي جمعت شملهم، والمحافظة على كيانهم، والملك سلمان -حفظه الله- تربى وتعلم في مدرسة الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، وعندما كنا ولا زلنا جميعًا نتحدث معه ونسافر معه ونتنقل معه في مواقع المملكة التاريخية، كان يتحدث عن تاريخ هذه البلاد بشغف، وأكد سمو الأمير سلطان بن سلمان على حرص خادم الحرمين الشريفين بالجانب التربوي والأخلاقي في أبنائه وفي مقدمتها التمسك بالدين والتعامل الأخوي مع المواطنين، وقال: «تعلمت منه -أيده الله- أن الأخلاق والقيم تأتي قبل أي شيء آخر، حتى سياسة المملكة العربية السعودية وتعاملاتها الخارجية اعتمدت على القيم، ولها مسحة أخلاقية مهمة جدًا، أنا سمعت ذلك في كثير من الدول التي زرتها ومن الرؤساء والمسؤولين الذين التقيتهم، دائما ينظرون إلى المملكة نظرة تقدير واحترام، وأشار إلى أن الملك سلمان يعد المواطن المحور الأساس للتنمية، وأن جهود الدولة لابد أن تركز في المقام الأول على خدمة المواطن واستنهاضه وتوفير الحياة الكريمة له، وقال: «نحن الآن نمر بمراحل تطوير كبيرة جدًا ونحن أيضًا كمواطنين علينا مسؤولية كبيرة، والملك سلمان في كلمته الضافية قبل عام من الآن استنهض المواطنين وطالبهم بمشاركة الدولة في التطوير والتنمية، وأنا اعتقد أن الاستثمار الأهم اليوم، هو الاستثمار في استنهاض المواطنين، ونحن نريد أن تستمر عملية الإصلاح الاقتصادي، فاقتصادنا قوي ومكونات الدولة قوية والدولة عندها خير الحمد لله، والمواطن وفقًا لرؤية الملك سلمان يجب أن يعيش بخير وكرامة ويسر، وأن تقوم الدولة بواجبها في أن يستطيع المواطن أن يبني بيته ويرعى أسرته ويبني حياته، لأن هذا هو مصدر الاستقرار الأمني والاقتصادي والاجتماعي، فالاستقرار والأمن متلازمان مع التنمية والعدالة». وأكد على أن المملكة مؤهلة لأن تكون وجهة المسلمين كما هي قبلتهم، وهذا من أولويات الملك سلمان بحيث تتحول المملكة إلى وجهة للمسلمين في المؤتمرات والمعارض الإسلامية والتبادل التجاري.