قبل أسابيع قليلة ألقت السيدة لبنى العليان، الرئيس التنفيذي لمجموعة العليان وعضومجلس الأمناء في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، خطاب التخرج في الجامعة، تحدثت فيه عن كيف يمكن أن يكون العالم أكثر عدلاً وازدهاراً لو أن الفجوة بين الدول الغنية والفقيرة قد تقلصت إلى النصف، ثم تساءلت عن كيف يمكن أن يكون التعايش بين البشر أكثر شمولاً وتعاطفاً وسماحة لو رجع الناس إلى المبادئ الأساسية المشتركة بين الأديان والثقافات، وكل من هذين البحثين يستحق أن يفرد لهما المجال للحوار والنقاش. إلا أنني اليوم أخص بالإشارة الخصال الثماني التي عدَّدتها الأستاذة لبنى ووجدت من تجربتها الشخصية أنها أساسية سواء على صعيد الحياة الشخصية أو في مجال العمل أو الخدمة العامة، أولى هذه الخصال هي الشغف، أو الرغبة الجارفة في أداء المهام والاتقان فيها، والخصلة الثانية هي الرؤية وهي معرفة الأهداف بوضوح ومعرفة المقومات اللازمة لتحقيقها، أما الخصلة الثالثة فهي التمسك بأخلاقيات العمل التي تتمثل في الحرص على الإنجاز والتغلب على الصعاب والعمل بإخلاص بلا كلل أو ملل، الخصلة الرابعة هي العزيمة، بمعنى التفكير الخلاق ورفض مفهوم الاستحالة واقتناص الفرص وتحويل التحديات الى فرص، والخصلة الخامسة هي القدرة على الإصغاء والاستيعاب والاستفادة وإدراك أن الله يؤتي الحكمة من يشاء وأنها ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أولى بها، أما الخصلة السادسة فهي النزاهة الشخصية والأمانة الفكرية وبها يكون التحلي بالالتزام بالمبادئ الراسخة الأساسية في الوقت نفسه الذي يبدي المرء استعداداً فكرياً لقبول النصيحة والتراجع عن الخطأ، الخصلة السابعة هي القدرة على وضع الأمور في نصابها الصحيح واستلهام العظة من التاريخ والاستفادة من دروسه، أما الخصلة الثامنة والأخيرة فهي ضرورة أن يكون الإنسان متوائماً مع نفسه طموحاً الى الأفضل ومتقبلاً للواقع دونما حقد أو حسد ولا تراخٍ أو تقاعس. تأملت في هذه الخصال ووجدت أن كل واحدة منها جديرة بأن يستلهمها الشباب من أبنائنا وبناتنا المقبلين على الشروع في بناء حياتهم الاجتماعية والعملية وسعدت بأن إنساناً مثل السيدة لبنى، التي تتسم حياتها بالإنجاز المتميز والهادئ، قد شاركت بأفكارها وخلاصة تجاربها في هذا المحفل الهام. [email protected]