يوجد في محافظة الدوادمي الكثير من الآثار القديمة جداً والتي تدل على عراقة المنطقة حيث يوجد كتابات بالغة في القدم في الجبال التي حول مدينة الدوادمي، وتقع الدوادمي على طريق تجارة البخور واللبان بين جنوب جزيرة العرب والفينيقيين في شرقي البحر المتوسط، كما يخترقها عدد من طرق الحج والتجارة، مثل طريق حاج البصرة والذي يمر بطرفها الشمالي الغربي، وطرق حاج سدير والرياض والخرج والأحساء، وطريق المنكدر الواصل بين الحيرة ومواسم الحج والتجارة كسوق عكاظ وغيره. ولا شك في أن مثل هذه الطرق تزيد من أهمية هذه الأرض وإمكانية اكتشاف الآثار المختلفة فيها، ومن أبرز المعالم الأثرية: (قرية السدرية) التي تقع إلى الشمال الغربي من مدينة الدوادمي بنحو سبعة أكيال وكانت قرية عامرة في نطاق قبيلة بني نمير في القرون المتقدمة و(صفية القران) وتوجد بالقرب من زاوية قرية السدرية الجنوبية، وهي أكمات صخرية نقشت عليها كتابات إسلامية معظمها بالخط الكوفي تحمل أدعية وأسماء لبعض الأشخاص، والقرية الأثرية تنتظر جهود وكالة الآثار لعمل الحفريات اللازمة لمعرفة تفاصيل تاريخها و(سمرة) و تقع إلى الجنوب الغربي من مدينة الدوادمي بنحو خمسة عشر كيلا، وتنتشر حول منجم التعدين المساكن والأدوات المستخدمة في التعدين كالمساحق والأرجاء وتبدو ماثلة للعيان أساسات بعض المباني ومصلى والكثير من الركامات الحجرية وتعرف سمرة عند أهالي الدوادمي باسم «الفقور» وكانت معدن فضة لبني نمير واسمها القديم الكوكبة و(قرية معدن العيصان)، وهي قرية منتشرة المساكن ذات منبر، تشمل جبال الهايش وما حولها، في الناحية الغربية من فيضة المفص، وكانت قائمة على تعدين الفضة وكانت لبني نمير و(قرية أضاخ) إحدى المعالم الأثرية وتقع في الجهة الشمالية من محافظة الدوادمي إلى الشمال الغربي من بلدة أضاخ الحالية بنحو ثلاثة أكيال وهي محاطة بسياج من قبل وكالة الآثار. وما تزال آثار القرية الباقية شاهدا على سعتها وتنتشر فيها حطامات الأواني الفخارية والزجاجية، ونتمنى أن تجد هذه القرية الاهتمام لكشف خباياها الأثرية التي ستساعد دون شك في إضافة الكثير لمعرفة تاريخها، وتسمى آثار أُضاخ عند العامة اليوم وضخاء و(قرية معدن النجادي) إحدى المعالم اللافتة وتقع آثار هذه القرية في الجهة الشمالية الغربية من محافظة الدوادمي في جبل حليت وهي قرية ذات منبر وما تزال أساسات مسجدها ماثلة للعيان وتنتشر ركامات مبانيها في سهل قريب من المعدن، وكان معدن ذهب لبني كلاب و(نقشا مأسل) ويقعان بالقرب من بلدة مأسل الحالية جنوب شرقي مدينة الدوادمي في جبال مأسل، وهما نقشان فُرغا على لوحتين حجريتين في واجهة وادي مأسل كتبا باللغة السبئية أحدهما ما يزال واضحا وتسهل قراءته، أما الآخر فقد أثرت فيه عوامل التعرية، ويحكي هذان النصان مسيرة ملكين سبئيين مرا بهذه الناحية لتطويع بعض القبائل العدنانية، وتوجد بالقرب من هذه الواجهة كتابات ورموز متفرقة، كما يحوي كثيراً من الرسوم والمخربشات أهمها النعام والوعول وجبل (ثهلان) وهو جبل مشهور ويقع في الجهة الجنوبيةالغربية من مدينة الدوادمي يحد بلدة (الشّعراء) من الجهة الغربية، وهو مليء بالرسوم والرموز والمخربشات، إلا أن أهم ما يلفت النظر فيه ما يضمه موقع (المطيوي) في الجنوب الغربي حيث نقشت في إحدى اللوحات الصخرية صور للأسود فضلاً عن الوعول والرموز الباهتة. وصور الأسود من الصور النادرة في المحافظة إذ لم يعثر عليها إلا في هذا الموضع وفي هضبة منية كما أن موضع (فغران) الذي يقع في الجهة الجنوبيةالشرقية من ثهلان قد نقشت في إحدى الواجهات صور لإنسان في هيئة رقص، وبعض الحيوانات ومنها الإبل والثور الوحشي و(هضبة جبلة) تتمتع الهضبة بجمال أخاذ وشموخ مشرف واشتهرت برؤوسها الشاهقة ومراعيها الخصبة، وتضم في ناحيتها الجنوبية بئراً يطلق عليها بئر (ليلي سنجر) وهي جيولوجية ألمانية قدمت إلى هناك قبل 37 عاماً وحفرت البئر بمساعدة فتيان من الدوادمي، كما تضم المنطقة كهفا عظيما يسمى غار الشيوخ حيث كان يمكث به الأمراء خلال رحلات الصيد، كما تنتشر في جبلة شلالات ومصب ماء عذب.