الحديث الأبوي الذي تفضّل به خادم الحرمين الشريفين خلال استقباله وزير الثقافة والإعلام وعددًا من المثقفين ورؤساء تحرير الصحف والكُتَّاب والإعلاميين الأسبوع الماضي، كان فيه العديد من الدروس الهامة، في مقدمتها التأكيد على أننا مجتمع واحد متماسك بكل فئاتنا، فقد أكد يحفظه الله في حديثه بأننا جميعنا إخوة مُتحابون مُتعاونون على الحق والتقوى، وهذا الأمر في غاية الأهمية، وهي رسالة يجب أن يستوعبها كافة أفراد المجتمع. مما أكد عليه -يحفظه الله- في حديثه، بأننا نعيش في بلد الإسلام والمسلمين، وهذا الأمر يوجب علينا أن نواصل مسيرة إعلامنا على نهج الكتاب والسنة الذي قامت عليه هذه الدولة، والتي تُشكِّل الجزء الأكبر من الجزيرة العربية، والتي هي منطلق العرب، مؤكداً بأنه يكفي العرب عزًّا أن يكون القرآن نزل على نبي عربي في أرض عربية بلغة عربية، ولعل في هذا التوجيه رسالة لأبناء هذا الوطن لكي يعرفوا عظم اللغة العربية وقيمتها، خصوصًا أولئك الذين ينكرون اليوم التحدُّث باللغة العربية، ويحرصون على استخدام اللغة الإنجليزية في حوارهم أو تواصلهم، على الرغم من أن اللغة العربية هي اللغة الأم بالنسبة لهم، فالتحدُّث باللغة الإنجليزية مهم عندما نرغب في التواصل مع مَن لا يتحدثون العربية، أو عندما تكون هي اللغة الرسمية في بعض الجهات أو المنشآت الدولية، أما أن نجعل اللغة الإنجليزية هي لغتنا الرسمية حتى في حواراتنا وتواصلنا، ونتجاهل لغتنا العربية، فهذا مؤشر خطير. أشار -يحفظه الله- في كلمته بأننا نعيش ولله الحمد في أمنٍ واستقرار، ويكفي لأي فرد أن ينظر حوله في الدول المجاورة ليعرف معنى هذه النعمة وقيمتها، على الرغم من اتساع رقعة هذا الوطن الكريم، إلا أننا ولله الحمد ننعم بالأمن والرخاء. أما آخر دروس ذلك اللقاء هي دعوته -يحفظه الله- لإخوته أن يهدوه عيوبه، فيقول لمن حضر: (رحم الله من أهدى إليَّ عيوبي)، مؤكدًا سياسة الحوار والانفتاح بين الوالي والرعية، فالهاتف مفتوح والأذن مفتوحة والمجالس مفتوحة فمرحبًا بالجميع.. ولعل في هذا الدرس رسالة للمسؤولين بأن يستمعوا وينصتوا ويفتحوا الأبواب ويتعاملوا مع النقد بمبدأ (رحم الله من أهدى إليَّ عيوبي). دروس هامة من ذلك الحديث الأبوي، تحتاج منَّا إلى تأمُّل، كما تحتاج إلى تطبيق، لتصبح واقعًا عمليًا يراه الناس في كافة شؤون حياتهم. [email protected]