شهدت سماء المملكة فجر اليوم الاثنين 28 سبتمبر خسوفًا كليًا للقمر بدأ الساعة 4:7 صباحًا، واستمر ضوء القمر في التلاشي حتى اختفى عند الساعة 5:11 صباحًا، ليكتسي باللون الأحمر نتيجة انكسار طيف اللون الأحمر على سطح القمر، كما يحدث في ظاهرة الشفق الأحمر. وبين عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك الدكتور شرف السفياني أن ظاهرة خسوف القمر تعد الأخيرة - بقدرة الله عز وجل - خلال العام الميلادي الجاري، وتمكن سكان المملكة من مشاهدتها لمدة ساعة وأربع دقائق تلوّن خلالها القمر باللون الأحمر فيما يعرف ب "القمر الدموي" حتى غاب عند تمام الساعة 6:12 صباحًا وهو في حالة خسوف تام. وأشار إلى أن سكان المملكة لم يشاهدوا مرحلة انجلاء الخسوف لأن القمر غرب تحت خط الأفق، بينما أمكن مشاهدته في دول أفريقيا، وأوروبا، وأمريكا. وقامت اللجنة التطوعية لرصد الأهلة في محافظة الطائف بتوثيق ورصد الظاهرة بمشاركة مصورين فوتوغرافيين وهواة فلك من أعلى جبال الهدا في الطائف. إلى ذلك، أدَّى المصلون في المسجد الحرام قبيل فجر اليوم صلاة خسوف القمر إقتداءً بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك في أجواء إيمانية تبتهل فيها القلوب خاشعة متضرعة لبارئها وتتوسل إليه وترجوا مغفرته وعفوه ورضاه. وشهدت جنبات الحرم المكي الشريف وساحاته وأدواره المتعددة وتوسعاته الجديدة إقبال المصلين في آخر ساعات الوتر وسط تكامل جميع الاستعدادات لاستقبال ضيوف الرحمن من الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي . وأمّ المصلين الشيخ الدكتور بندر بن عبدالعزيز بليله, وعقب انتهاء الصلاة ألقى خطبة حثّ فيها المصلين من حجاج وزوار وعمّار بتقوى الله والرجوع إليه والإنابة له , محذراً فضيلته من الفواحش ما ظهر منها وما بطن لأنا من مجلبات سخط الله وغضبه . وشددّ فضيلته على التمسك بمقاصد الشريعة الإسلامية وزجر النفس ومجاهدتها وتعويدها على الطاعة . واختتم فضيلته داعياً الله عز وجل لولاة الأمر وشكر جهودهم الملموسة لتذليل مناسك الحج وتسهيل أدائهم هذا المنسك العظيم، وأن يجعل ما يقدمونه في موازين حسناتهم، وأن يبارك في أعمارهم، ويكلأهم بحفظه وتأييده، ويتقبل من الحجاج حجهم ودعاءهم ونسكهم، ويردهم إلى أهاليهم سالمين.