في قصيدة الأطلال الشهيرة، يقول إبراهيم ناجي» واثق الخطوة يمشي ملكاً، ظالم الحسن شهي الكبرياء» كناية عن نبل ورقي الأخلاق التي جعلت المحبوب ملكاً، وفي عالم القوة، فإن طريقة تعاملك مع الناس، وكيف تظهر أمامهم، هي من يحدد بشكل كبير كيف يعاملونك. كان الأسطورة كريستوفر كولومبس، مكتشف الأمريكتين، ينحدر من أسرة متواضعة، فقد كان أبوه بائع خمور، لكن بسبب طموحاته الأسطورية، وأخلاقيات تعامله مع الناس، ظهرت العديد من الإشاعات التي ربطت نسبه، بملوك قسطنطينية، وقد ساعدته هذه السمعة للجلوس مع ملوك البرتغال ليحصل على التمويل والدعم اللوجستي اللازمين لرحلته التاريخية. ونحن صغار كل شيء كان متاحاً لنا، كانت أحلامنا ليست لها حدود، ولكن عندما نكبر، نصطدم بالواقع، هذا ممكن، وهذا غير ممكن، ونبدأ تضييق الحياة علينا، ونبدأ نستشعر انكماش تلك الأحلام، لشيء قليل، للأسف هذا الشيء القليل، هو أقل بكثير مما نستحق، فيكون التضييق علينا من أنفسنا، أكثر من الواقع، وحتى ننفتح على الخارج، ونبدأ في تحقيق الإنجازات، علينا أولاً إزاحة هذه القيود التي تحد من قدراتنا في داخلنا. يقولون الصحة تاج لا يراه إلا المرضى، والمقصود التاج المعنوي، وأنت تستطيع أن تلبس تاج أخلاقيات الملوك، فلا تعتبر أن هناك محدودية لطموحاتك، ولا محدودية لقدراتك، وكل عمل تبدأه، وكل علاقة تدخل فيها، وأنت تلبس هذا التاج، سوف تتصرف بموجبه، وسوف تأتيك النتائج بموجبه، والتاريخ يشهد بذلك، فمن نشأ وترعرع، وهو يصدق أن بذور العظمة في داخله، وأن تاج الملوك على رأسه، يحقق إنجازات غير مسبوقة. #ثمان_وأربعون_قانوناً_للقوة_روبرت_جرين القانون الرابع والثلاثون، كن راقياً في تعاملك، يعاملك الناس كأنك ملك، فالمُلكُ ليس تاجاً على الرأس، بل هو قبل ذلك الخلق الراقي.