لست من محبي كرة القدم ولا من الحريصين على متابعتها ليس لأي موقف سلبي منها، فأنا من مشجعي الرياضة عموماً من أجل صحة أفضل ، ولكن هكذا جبّلة لا أتحمس لكرة القدم لفريقين لا يتجاوز تعداد لاعبيهما العشرين لاعباً ونيف ويتسمر المتابعون بالملايين من أرض الملعب أومن أمام شاشات الفضائيات يهتفون و يشجعون ويتقافزون ويتشاتمون أحياناً ويتحول التشجيع في أحيان أخرى إلى تخريب حتى من قبل شعوب الدول «المتحضرة» وإلى إتلاف الممتلكات العامة والخاصة أو إلى العنف والقتل في بعض الأحيان ولا يبالون كم ينفقون من مال وكم يهدرون من وقت ثمين في ذلك التشجيع الذي يراه البعض مسلياً ، لكن مباراة كأس السوبر السعودية التي جرت الأربعاء الماضي في لندن بين فريقي الهلال والنصر السعوديين كانت بمثابة تجربة اجتماعية من الجهة الراعية لإعادة هندسة قيم المجتمع من خلال إقحام المرأة السعودية في بيئة لا يستطيع الرافضون لهذا التحول فعل شيء بصددها ونقل ذلك حياً على الهواء. . القناة الراعية للحدث استهدفت حضور فئة الشباب من الجنسين سواءً من المبتعثين أو من السياح واستأجرت لذلك ملعباً بسعة 19,000 متفرج وسخَّرت آلتها الإعلامية لدفعهم للحضور حتى بدون تذاكر ، وقد كانت تجربة أليمة من حيث أنها أظهرت آثار التغيير الكبير في منظومة القيم في مساحة التقاء المرأة المسلمة بالرجال من غير المحارم ودون أي حاجة قاهرة من تطبيب أو تعليم تذكر ، وحرص مصور القناة على التركيز بين الفينة والفينة على تصوير البنات والسيدات السعوديات والخليجيات لأهداف استخدامها في إظهار مقدار التحولات القيمية التي تجري في الخليج عموماً. ووجدها بعض الليبراليين والتغريبين عموماً فرصة لإظهار مدى مخالفة الواقع لما يدعو إليه المحافظون من الدعاة وغيرهم من عامة المسلمين ذوي الفطر السليمة من تضييق مساحة الاختلاط بين الرجال والنساء إلى أضيق الممكن وفي إطار الضرورات و ليس التطبيع المطلق الذي يجمع بين الجنسين ويعتبر ذلك أمراً طبيعياً. إن الإخلال بالواقع الاجتماعي للمسلمين له عواقب إلهية وخيمة على الأفراد والمجتمعات، ( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب ).