تابعت هذه الزاوية وعلى مدى عقود من الزمن موضوع الطائرات الموجهة ( من غير طيار) واستخداماتها. تقوم الطائرات الموجهة بتنفيذ مهامها المعقدة إما بواسطة «طيارين» في غرف عمليات مجهزة بأحدث معدات الملاحة الجوية والتي قد تبعد جغرافياً آلاف الكيلومترات عن مسرح العمليات العسكرية ، الذين غالباً ما يتصرفون وكأنهم يتسلون بألعاب الفيديو التي تظهر مشاهد القتل و مشاهد الدمار للمساكن ومباني المرافق العامة والبنية التحتية. أو يتم التحكم في طيرانها بواسطة البرمجة المسبقة المحمولة على متن الطائرة لتنطلق وتؤدي مهمتها ثم تعود من حيث أتت. تطبيقات الطائرات الموجهة كثيرة جداً منها ما هو مدني سلمي كمراقبة حركة المرور أو متابعة المحاصيل الزراعية أو حتى مراقبة الحدود لمنع تهريب المخدرات والمواد الممنوعة ومنع تهريب المتسللين أو كما شاهدنا على الفضائيات في إحدى دول الخليج من إيصال الأوراق الرسمية كالجواز إلى الشخص المعني إلى فناء بيته. ومنها ما هو عسكري كما أسلفنا وتصنّف على أنها من أسلحة الترسانة الغربية في حربها المستدامة على الإسلام تحت شعار الحرب على «الإرهاب» ، حتى وإن أدى ذلك إلى قتل المدنيين الأبرياء من الأطفال والنساء والرجال وتسمية ذلك الجرم بالأضرار الجانبية ، رغم أن بعض الدراسات الغربية تؤكد على أن ما يزيد عن 95% من قتلى الطائرات الموجهة العسكرية في العالم العربي والإسلامي هم من المدنيين الذين لا ناقة لهم ولا جمل في الحرب على الإرهاب ، بل لقد بلغ ببعض المحللين أن إسرائيل على سبيل المثال تتعمد قتل المدنيين الفلسطينيين بأسلحة من بينها الطائرات الموجهة. تصنع الطائرات الموجهة في شتى أرجاء المعمورة بأشكال وأنواع وأحجام مختلفة وسرعاتها متباينة حسب المهام الموكلة إليها بداية من تلك التي لديها القدرة على التحليق في المكاتب وغرف الاجتماعات وغيرها من الفراغات بداخل المباني وهي في حجم الحشرات الطائرة المألوفة كالذبابة أو البعوضة وتستطيع أن تنقل الصور والبيانات بل وحتى المواد السامة وسواها من وإلى المبنى المستهدف. إلى الطائرات الموجهة القتالية وغيرها من الأحجام الكبرى للطائرات الموجهة التي يراد منها تدمير أهداف العدو دون المخاطرة بالطيارين. كشفت بعض التسريبات التي ظهرت في الآونة الأخيرة للبريد الإلكتروني المتداول بين شركة صناعة الطائرات الأمريكية « البوينغ « وشركة إيطالية متخصصة في برمجة الحاسب للأغراض التجسسية بأن الفريقين يعملان حالياً على إنتاج برامج حاسوبية محمولة على متن طائرات موجهة قادرة على إيصال فيروسات إلى الحواسب في أماكن العمل والمنازل وسواها من الأبنية بواسطة ال ( واي فاي ) إذا كانت تحوم في مداه. الحروب التي انتشرت في ديارنا العربية الإسلامية ومزقتها شر ممزق تعتمد إلى حد كبير على التقنيات المتقدمة ، ولابد من تحول نوعي في النظر إلى حيازة تلك التقنيات .