الحدث الذي - ربما - كان جاذباً حد البهجة الطاغية على بهجة العيد، هو خبر القبض على « 431 « من خلايا التنظيم الإرهابي « داعش « وإحباط 4 محاولات إرهابية، مخططة لتفجيرات دموية في عدد من المساجد، وأحد المساجد لقوات الطوارئ الخاصة والمنشآت العسكرية والسكنية. هذه الضربة الاستباقية التي نجحت في توجيهها وزارة الداخلية للتنظيم الإرهابي أيا كان اسمه، أعتقد أنها بمثابة هدية أو عيدية للوطن لأنها اجتثت عدداً كبيراً من المخططين والقادة والمحرضين والمدربين والمنفذين ومحترفي تصنيع أدوات ووسائل التفجير، بالرغم من أن كل فرد في هذه المجموعة المصنفة الى فئات حسب بيان وزارة الداخلية يعد خطراً متحركاً لا نعرف متى ينفجر في شارع أو مسجد أو مدرسة أو في حي سكنى أو منشأة حيوية، لأن تتبع هذه المجموعة والوصول اليها قبل تنفيذ مخططاتها مؤشر على إمكانيات وزارة الداخلية ودقتها في التعامل مع أفراد هذه التنظيمات، وهو ما يرسخ مشاعر الأمن في نفوس المواطنين، وأن « داعش « وغيرها لا تستطيع فعل ما تفعله في أماكن أخرى من وطننا العربي الذي أصبح مستباحاً لهمجية ووحشية هذه التنظيمات الإرهابية. هذا النجاح لوزارة الداخلية يضاف الى نجاحاتها السابقة في القضاء على الارهاب عندما بدأ يضع قدمه في أرض الوطن فاجتثتها قبل أن تتوغل وتتغول. بقي أن نطرح رؤيتنا حول برنامج المناصحة الذي تبنته وزارة الداخلية لمناصحة الفكر التفكيري الضال، هذا البرنامج ربما قد نجح قبل انخراط أفراد في العمليات الإجرامية، لكن لا أعتقد أنه يمكن أن يحقق نفس النتائج المرجوة مع من تورط في الارهاب، لذلك يعاود نشاطه بمجرد خروجه من السجن بعد أن يبدي الندم ويتظاهر بالصلاح والتقوى، فيدخل مرحلة الانتكاسة الإجرامية وهي أشد وأشرس من جريمته الأولى. مقارعة الفكر بالفكر استراتيجية جيدة، لكنْ هؤلاء المجرمون ليس لديهم فكر بل لديهم نفوس تأصل فيها الحقد والشر والمراوغة كي يتمكنوا من استئناف نشاطهم الاجرامي بعد الافراج عنهم، وكأن برامج المناصحة في نظرهم هي عملية مهادنة، لأنها لا تستطيع استئصال الشر والحقد من قلوبهم رغم المميزات التي تتيحها لهم داخل السجن، ربما لا تتوفر حتى لسجناء الحق العام الذين لم يحملوا سكينا قط، كما أن البعض لم يخفوا انحيازهم لبعض التنظيمات الارهابية عبر تغريدات انتشرت واشتهرت تظهر تعاطفهم مع الاخوان وداعش بوصفهم ينتمون للمذهب السني واعتبار جرائمهم وتفجيراتهم خطأ لا يجب أن يعاقبوا عليه بالقتل أو الحكم بالإعدام،وأعتقد أن وزارة الداخلية ليست غافلة عن هؤلاء. لذلك أتمنى اعادة النظر في برامج المناصحة ووضع استراتيجية جديدة لها لمواجهة ذلك الفكر الاجرامي وتصحيح الأفكار الضالة وضمان عدم استئناف هؤلاء المجرمين لأنشطتهم الاجرامية. الحمد لله الذي هيأ لوزارة الداخلية الامكانيات لرصد هذه الشرذمة المجرمة واكتشاف مخططاتهم قبل تنفيذها، ونتمنى اكتشاف أصحاب الوجوه المتعددة الذين هم على صلة مباشرة بأبناء الوطن في المدارس والجامعات والمساجد . [email protected]