أعجبتني تغريدة كتبها د.ريان كركدان في تويتر قال فيها: "جدي الله يرحمه كان يقول حتى البزبوز اللي بس ينقّط مويه، لا تقفله..". ولأجدادنا كلمات خالدة علينا أن نسترجعها ونزنها بميزان الذهب قد تكون نبراساً للتعامل مع كثير من القضايا. *** والأقرب لمقولة البزبوز، وفق رؤيتي، هو المقولة المشهورة ب"شعرة معاوية" التي تعود لرد معاوية بن أبي سفيان على سؤال أحد الأعراب : "كيف حكمت الشام أربعين سنة ولم تحدث فتنة والدنيا تغلي ؟ فقال: «إنّ بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت، كانوا إذا شدّوها أرخيتها، وإذا أرخوها شددتها.". *** حكمة البزبوز تقود إلى نفس النتيجة، فطالما البزبوز ينقط فإن هذا يعني أن هناك ماء في الخزان. ويقول المثل المصري الشعبي: «إديها ميه .. تديك طراوه". فإذا ارتفعت حرارة الأجواء فإن الحل هو تطريتها بشىء من الحكمة والتعقل حتى تُطرى تلك الأجواء ولا تقود إلى ما لا يحمد عُقباه. *** إنها حكمة تهدف الى الحفاظ على علاقة متزنة مع الناس، سواء كان هناك خلافات أو اتفاق، وهي فلسفة قائمة على عدم خسارة أي صداقة حتى في ظل الاختلاف من خلال جعل العلاقات عند حدها الأدنى في الظروف الصعبة وتحسينها عند وجود فرصة. *** أخيراً .. أجد دوماً في قوله تعالي ﴿وَلَا يُنَبئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ﴾ القول الفصل في الحكم على كثير من المواقف والأخبار. والخبيرُ، بالطبع، هو اللهُ، فالله وحده عنده علم كل شىء .. ثم الراسخون في العلم من عباده، وذوي الخبرة والمعرفة ممن منحهم الله العقل والحكمة. #نافذة: الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها أخذ بها.. [email protected]