معروف أن معاوية بن أبي سفيان من أذكى ساسة العرب على مر التاريخ، وأن (شعرة معاوية) صارت درساً للسياسيين ولأهل الأسهم أيضاً، فهو يقول: "لو كان بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت: ان شدوا أرخيتها، وإن أرخوا شددتها". وهو من دهاة العرب المعدودين، وقد سأله عمر بن الخطاب رضي الله عنهما فقال: - يامعاوية، أشجاع أنت أم جبان؟!. وهو سؤال محرج ولكن على غير معاوية الذي أجاب فوراً: - شجاع اذا أمكنتني فرصة، وإن لم تكن لي فرصة فجبان!.. وما أصدق هذه الحكمة على شراء وبيع الأسهم، فيكون المتداول شجاعاً إذا لاحت له الفرصة، جباناً إذا لم يجد الفرصة الجيدة.. وكلمة (جبان) هنا من المجاز، وإلا فمعناها في هذا الموضع (حكيم) لأن الحكمة هي وضع الشيء في موضعه، وأسواق الأسهم تقوم على الخوف والطمع، ولولا ذلك لم يخسر الخاسرون، ولم يربح الرابحون، وإنما يعود الفرق بين الفريقين الى التمييز وحسن التوقيت والتقدير، والاقدام حين تلوح الفرص، والاحجام حين تدبر الأمور. ومع ذلك فهنالك فرق وهو أن الفرص موجودة في اسواق الاسهم دائماً ولكنها كاللؤلؤ يحتاج للغواص الماهر، فالذي يبحث ويحلل ويستوعب سيجد فرصاً يومية إما بأن يشتري أو يبيع.