أدرجت المنظمة الدولية للتراث العالمي اليونسكو أمس في اجتماعها ال 39 في مدينة بون بألمانيا الرسوم الصخرية في منطقة حائل بالمملكة العربية السعودية إلى قائمة التراث العالمي لتكون الموقع الرابع في المملكة المسجلة في قائمة التراث العالمي بعد مدائن صالح والدرعية وجدة التاريخية. واعتبر صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أن تسجيل الرسوم الصخرية في منطقة حائل إلى قائمة التراث العالمي دليل على مكانة المملكة وعمقها الحضاري، مؤكدا أن تسجيل هذه الآثار سيعود بالنفع على المملكة والإنسانية جمعاء لما لها من أهمية بالغة تعكس الحضارة الإنسانية وتبين أن فهم آثار المملكة وحضارتها حلقة غاية في الأهمية لفهم الحضارة الإنسانية على كوكب الأرض. ورفع سمو رئيس الهيئة، التهنئة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على هذا الإنجاز العالمي، معربا عن امتنانه لمقامه الكريم على دعمه الكبير وعنايته المستمرة بقضية التراث الوطني والمحافظة عليه وتفضله بإطلاق مشروع خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري بوصفه مصدرا رئيسا لحفظ تاريخ المملكة وإبراز بعدها الحضاري منوها بعناية الدولة بقضية التراث الوطني والمحافظة عليه ودعم كل الجهود التي تقوم بها هيئة السياحة والتراث الوطني لإبراز كنوز المملكة وتراثها العريق للعالم أجمع ولعل قرار مجلس الوزراء الذي صدر مؤخرا بتعديل اسم الهيئة ليصبح هيئة السياحة والتراث الوطني خير شاهدٍ على ذلك. واعتبر سموه إجماع أعضاء اليونسكو الذين يمثلون 22 دولة على أهمية هذا الموقع وضرورة تسجيله في قائمة التراث العالمي اعترافا دوليا رفيعا بعمق المملكة الحضاري وآثارها العريقة وعنايتها بكل ما يخدم البشرية والإنسانية جمعاء، مبينا أن الهيئة عملت على مدى عامين مع فرق دولية متخصصة وشركائها في المملكة لتقديمه بشكل متميز واستيفاء كل الشروط التي تتطلبها المنظمة. وأثنى رئيس الهيئة على جهود المواطنين في المحافظة على التراث الوطني والعناية به، والتعاون مع جهود هيئة السياحة للحفاظ عليه ليبقى شامخا لجيل اليوم والآجيال المقبلة بإذن الله، كما ثمن جهود فريق العمل من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وشركاء الهيئة وعلى رأسهم إمارة منطقة حائل بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز الذي يولي قضية التراث الوطني في منطقة حائل أهمية بالغة، كما قدم شكره لأمانة المنطقة ولوزارة النقل وجامعة حائل على كل المساهمات والمبادرات التي قادت إلى هذا الإنجاز الكبير، وتقديم الملف بشكل متكامل إلى المنظمة تمهيدا لتسجيله، كما وجه شكره لممثل المملكة في اليونسكو الدكتور زياد الدريس وأعضاء البعثة المكلفة بمتابعة تسجيل الملف. ونبه سموه إلى أن هذا الإعتراف الدولي بهذا الموقع الغني بتراثه وحضارته سينعكس إيجابيا على منطقة حائل بوجه عام، حيث أسست الهيئة مراكز لخدمة الزوار ورفعت عدد العاملين في هذه المراكز، ووفرت إمكانيات ومعلومات وهناك الكثير من الأفكار والبرامج التي ستقود إلى إبرز هذا المكان ليكون شاهدا حيا على تراث المملكة وحضارتها وعنايتها بكل ما يخدم الإنسانية. وخلال الاجتماع الذي عقد أمس، أثنى ممثلو هذه الدول على عناية المملكة بالتراث الحضاري وحفاظها عليه وحرصها اللامتناهي لإبرازه للعالم والإنسانية جمعاء، مشيدين بغزارة وكثافة الرسوم الصخرية في منطقة حائل وهو موقع تسلسلي يشمل عدة مواقع من بينها جبل أم سلمان في جبة، وموقعي راطا والمنجور في الشويمس. يذكر أن موقع جبة يقع على مسافة تتراوح بين 60 و80 كيلو متر داخل نفود حائل وتكثر الرسوم والنقوش الصخرية على أحجار هذه المنطقة، فيما يقع الشويمس في الجنوب الغربي من منطقة حائل على مسافة 270 كيلو متر تقريبا وتتميز رسومها الصخرية بانتشارها على واجهات الجبال الموجودة في جميع أنحاء المنطقة، وتشمل رسوما لأشكال آدمية وحيوانية متنوعة تعود إلى فترة ما قبل التاريخ.