استعادت وزارة الشؤون الاجتماعية أحد نزلائها الأيتام المبتعثين في أمريكا مؤخرًا، بعد انقطاعه عن الدراسة أكثر من 4 سنوات وامتهانه البناء في ولاية متشجن الأمريكية. أوضح ذلك مدير عام الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكةالمكرمة عبدالله بن أحمد آل طاوي، وأشار إلى أن إعادة المبتعث البالغ من العمر 27 عامًا تمت بالتنسيق مع عدد من الجهات والملحقية الثقافية السعودية بأمريكا، لافتا إلى أنه كان أحد نزلاء دار الأيتام في جدة وتقدم قبل 5 سنوات بطلب ابتعاث للولايات المتحدة الأمريكة وتمت الموافقة عليه بالتعاون مع وزارة التعليم ليلتحق ببرنامج خادم الحرمين الشريفين. وأشار إلى أنه بعد أن أمضى عامًا ونصف العام في دراسة اللغة الإنجليزية لم يتواصل مع وزارة الشؤون الاجتماعية ليمضي أكثر من (عامين ونصف) دون أن يتم الوصول إليه بعد محاولات عدة، ملمحًا إلى أن فترة وجود المبتعث في معهد اللغة كانت تصرف له مكافأة شهرية بانتظام، لكنها توقفت بعد انقطاعه عن الدراسة. وقال: «بعد إعادته لأرض الوطن سيتم عمل الإجراء المتبع بحقه حيث سيتم تدبر وضعه من جديد ومحاولة إرجاعه إلى صفوف الدراسة ليكمل تعليمه في الداخل في حال رغبته في إكمال دراسته». وألمح إلى أنه على الرغم من وجود حالات شبيهة عادت لأرض الوطن دون أن تكمل دراستها، إلا أن البعض قد أكملوا دراستهم وحصلوا على الدكتوراة والماجستير. من جهته، أشار المبتعث ش. ع في حديث ل»المدينة» إلى أنه تم التنسيق بعد سفره لأمريكا لقبوله في المعهد لدراسة اللغة الإنجليزية بولاية متشجن ومن ثم الانتقال إلى الجامعة لإكمال دراسة البكالوريوس، قائلا:»كنت أوفر من المكافأة خلال فترة الدراسة التي استمرت عاما ونصف العام». وأضاف تركت المعهد وانقطعت عن الدراسة وذهبت لأكمل حياتي الخاصة في نفس الولاية، وذلك بعد تعرفي على كثير من الأصدقاء، مبينا أنه كان يصرف من المبلغ الذي وفره من المكافأة، وحينما قارب على الانتهاء، امتهن البناء، ليوفر متطلبات حياته، قائلا:»كنت أتقاضى أجرًا مجزيًا سواء من خلال عملي باليوم أو بالساعة أحيانا». وأضاف:»ظللت في مهنة البناء لمدة عامين حتى تعرضت لإصابة بليغة في قدمي منعتني من إكمال العمل في المجال نفسه، وخشيت أن أذهب إلى المستشفى لكي لا اتعرض للمساءلة من قبل إدارة الهجرة، الأمر الذي جعلني أتوجه للسفارة السعودية ومن ثم تم التنسيق مع الملحقية لإكمال إجراءات رجوعي إلى أرض الوطن. وبين أنه يجلس حاليًا مع أحد أصدقائه، مطالبا الشؤون الاجتماعية بتوفر سكن له إسوة بزملائه، لافتا إلى أنه تقدم بطلب لإلحاقه بالضمان الاجتماعي، زاعما أن وزارة الشؤون الاجتماعية قصرت في التواصل معه خلال وجوده في الولاياتالمتحدةالأمريكية. من جهته، أشار المحامي مراد الصبيح إلى أنه قد تم التنسيق بين المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام ووزارة الشؤون الاجتماعية من جهة وبين وزارة التعليم من جهة ثانية ليستفيد الأيتام من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي الذي أطلقه الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله تعالى بالأمر الملكي رقم (5387/م ب) المؤرخ في 17/4/1426ه والبرقيات اللاحقة. وأضاف أن من تم ابتعاثهم من الأيتام خلال هذه الأعوام وثبت فعليًا التقصير بحقه أو عدم متابعته أثناء فترة إقامته في دولة الابتعاث واضطر إلى ترك الدراسة للبحث عن عمل يعينه على توفير متطلبات الحياة فإن هناك اتجاهات قانونية يستطيع المبتعث أن يلجأ إليها عبر الملحقية الدراسية أو بالرجوع إلى أرض الوطن ومن ثم التوجه إلى المحكمة لتقديم دعوى قضائية وينظر لها من جهات الاختصاص.