استقبل الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية، في مقر إقامته بالرياض أمس فخامة الرئيس عمر حسن البشير رئيس جمهورية السودان، وجرى خلال الاستقبال تبادل الأحاديث حول عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وبخاصة تطورات الأوضاع على الساحة اليمنية، فيما عقد مجلس الأمن الدولي امس الأربعاء، جلسة مغلقة استمع فيها الأعضاء إلى أول تقرير يرفعه المبعوث الخاص إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إلى المجلس منذ تعيينه مبعوثًا خاصًا للأمين العام، في 25 أبريل الماضي، بينما شيع المغرب الاربعاء الطيار ياسين بحتي الذي قتل اثناء مشاركته مع قوات بلاده في حملة التحالف العربي ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، كما ذكر مصور من وكالة فرانس برس. ومن جهته، قال سفير المملكة لدى الأممالمتحدة عبدالله المعلمي: إن الحوثيين استغلوا الهدنة الإنسانية لتحقيق أهدافهم، متحدثًا عن «74 هجومًا للحوثيين على السعودية أثناء الهدنة الإنسانية»، وتابع المعلمي: «نأمل أن تقوم مباحثات جنيف على أساس مقررات مؤتمر الرياض»، كما أوضح أن «إيران أشعلت فتيل الفتنة والاقتتال في اليمن عبر الدعم»، مضيفًا: «نرحب بأي دور إيجابي لإيران ونعارض مواقفها السلبية»، وتابع المعلمي: «الحوثيون واصلوا هجومهم الوحشي على المدن اليمنية أثناء الهدنة، نحن مستعدون لتجديد الهدنة الإنسانية إذا التزمت بها كل الأطراف»، إلا أنه أوضح أن «قرار تنفيذ الهدنة يعود للقادة العسكريين لدول التحالف»، كما أعرب عن اعتقاده بأن «الأمين العام سيعقد مشاورات جنيف تحت كل الظروف»، كاشفًا أن «الحوار في جنيف سيكون بين الأطراف اليمنية فقط.. لا أرى صفة لإيران لحضور مؤتمر جنيف»، وعاد وشدد أمام الصحفيين قائلًا: «يمكنني أن أضمن لكم عدم دعوة إيران لمؤتمر جنيف». وبعد الجلسة، قالت مندوبة قطر في مجلس الأمن، الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني: «قدمنا معلومات تفصيلية لمجلس الأمن بشأن انتهاكات الحوثيين»، مضيفة: «طالبنا مجلس الأمن بالضغط لتنفيذ القرار 2216»، أما مندوب اليمن، خالد اليماني، فرحب بمساعي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في اليمن إلا أنه اعتبر أنه «يجب أن يمارس الأمين العام المزيد من الضغط على الانقلابيين»، وشدد على أن «الانقلابيين يدافعون عن المشروع الإيراني التوسعي في اليمن»، من جهته عاد وأكد مندوب اليمن أن «كل الأطراف السياسية ستشارك في مباحثات جنيف»، وفي سياق آخر، طالب الحوثيين بتوفير الظروف الملائمة لتمديد الهدنة والحوار، كما اعتبر أن «مكافحة الإرهاب والقضاء على القاعدة مسؤولية الحكومة»، إلا أنه أكد أنه «لا يمكن لمؤسسات الدولة حاليا أن تقضي على توسع القاعدة». إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية اليمني رياض ياسين امس الاربعاء أن حكومة الرئيس المعترف به دوليًا عبدربه منصور هادي لن تشارك في المحادثات اليمنية التي دعت إليها الاممالمتحدة في جنيف في 28 مايو ما لم ينسحب المتمردون الحوثيون من المدن والأراضي التي سيطروا عليها، وقال ياسين لوكالة فرانس برس «لن نذهب (الى جنيف) ما لم يحصل شيء على الارض»، وذكر ياسين إن الحكومة اليمنية لم تدع رسميا الى محادثات جنيف التي قال المتحدث باسم الامين العام للامم المتحدة إنها «ستتيح إرساء الدينامية اللازمة لعملية الانتقال السياسي تحت إشراف اليمنيين»، ولكن حتى لو دعيت الحكومة، اكد ياسين أنها لن تشارك من دون تطبيق قرار مجلس الامن 2216 كبادرة «حسن نية»، وكان القرار 2216 فرض حظرًا على تسليح الحوثيين وطالب بانسحابهم من الاراضي التي سيطروا عليها. وقال ياسين: «لن نشارك اذا لم يطبق (القرار) او على الاقل جزء منه، اذا لم يكن هناك انسحاب من عدن على الاقل او تعز»، وفي خطوة مفاجئة الى حد ما، اعلن ناطق باسم الاممالمتحدة الاربعاء ان محادثات السلام حول النزاع في اليمن ستبدأ في 28 مايو في جنيف، ونقل الناطق باسم بان كي مون عن الامين العام قوله: إنه يأمل في أن تساعد محادثات جنيف «في إعادة إطلاق العملية السياسية في اليمن وخفض مستوى العنف وتخفيف العبء الانساني الذي اصبح لا يحتمل». وفي الاثناء، كثفت قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة الاربعاء الغارات على مواقع المتمردين الحوثيين في محيط العاصمة اليمنية صنعاء ما تسبب بحركة نزوح كبيرة للسكان بحسب شهود عيان، وتتالت الغارات منذ منتصف ليل الثلاثاء/ الاربعاء وحتى صباح الاربعاء على مواقع الحوثيين وقوات المخلوع صالح المتحالف مع المتمردين، محدثة انفجارات ضخمة هزت صنعاء واثارت حالاً من الذعر بين السكان بحسب الشهود، وقال صالح مقبل لوكالة فرانس برس: «لم أشهد في حياتي قط ما شهدت من قصف على صنعاء وهلع وخوف عند الناس كما حصل خلال ليلة الثلاثاء»، وأضاف: «شهدت صنعاء اعنف قصف في تاريخها، فأنا أسكن في صنعاء القديمة وكنا نرى المدينة تلمع من جميع الجهات على وقع انفجارات شديدة». ومن جهته، قال ادريان ادواردز المتحدث باسم المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة: إن عدد النازحين منذ مارس الماضي يقدر باكثر من 545 ألفًا وكانت القوى اليمنية الملتفة حول الرئيس هادي طالبت الثلاثاء بإقامة منطقة آمنة في اليمن للسماح للحكومة «الشرعية» بممارسة مهامها داخل البلاد، ودعا «مؤتمر إنقاذ اليمن» الذي عقد في الرياض برئاسة هادي بمشاركة الاطراف اليمنية المؤيدة له، الى اقامة منطقة آمنة في اليمن والى الاستمرار في استخدام القوة مع الحوثيين. من جهة ثانية أعلن نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان أن سفينة ايرانية للمساعدة الانسانية مرسلة الى اليمن كان يفترض ان ترسو في مرفأ الحديدة، ستتوجه الى جيبوتي اولا ليتم تفتيشها، وقال نائب وزير الخارجية الايراني في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الطلابية إن «المساعدات التي تنقلها السفينة التي اصبح اسمها +نجاة+ سترسل بتنسيق كامل مع الاممالمتحدة وسيتم تفتيشها في جيبوتي، سترسو السفينة في جيبوتي وسيطبق البروتوكول الذي أقرته الاممالمتحدة»، وتنقل السفينة 2500 طن من الحاجات الاولية مثل الطحين والارز والادوية والمياه التي يفتقر إليها اليمن بسبب المعارك، وطلبت الولاياتالمتحدة من إيران تسليم الحمولة «بما يتوافق مع قواعد الاممالمتحدة عبر مركز التوزيع الذي أقيم في جيبوتي»قبالة سواحل اليمن، لكن طهران أكدت أولا أنها نسقت مع الاممالمتحدة لتفرغ السفينة حمولتها في ميناء الحديدة اليمني على البحر الأحمر الذي يسيطر عليه المتمردون.