ترتفع حصيلة المملكة العربية السعودية في مقاعد برنامج الزمالة الطبية في الولاياتالمتحدةالأمريكية عامًا بعد عام نتيجة للجهد المميز للأطباء السعوديين لتصل هذا العام إلى أكثر من 91 طبيبًا وطبيبة مقابل 80 في العام الماضي. ويشهد برنامج الزمالة الطبية الأمريكي منافسة شديدة من أطباء من مختلف دول العالم حيث يتنافس على البرنامج سنويًا 40 ألف طبيب و طبيبة على 24 ألف مقعد فقط. ويقول الطبيب أحمد عبدالعزيز عالم، معيد من جامعة الملك عبدالعزيز في قسم طب الطوارئ والتحق ببرنامج الزمالة في جامعة جورج واشنطن، إن العدد لهذا العام أفضل من العام السابق والأعوام التي سبقته. ويشير إلى أن أحد الأسباب هو أن الشباب والشابات الذين سبقوا وقبلوا في هذا البرنامج بذلوا جهودًا ممتازة وكبيرة وبكفاءة عالية سواءً على المستوى الدراسي أو البحثي أو التطبيقي. ويضيف "وجميع هذه النقاط مهمة ويحتاج إليها كل طبيب أمريكي حتى يقتنع بأن الطبيب الآخر من الدول الأخرى ومن أي جنسية من الفئة الممتازة، وهذا ينطبق على الطبيب السعودي الذي شرفنا وجعل الأعداد المقبولة تزداد عامًا بعد عام وقبول طبيب زائر سعودي في قسم يعطي صورة حسنة عن جميع الأطباء السعوديين في مختلف الأقسام". ويوضح أحمد عالم بأن طب الطوارئ يعد من الأقسام و العلوم الجديدة مقارنة بطب الجراحة أو الطب الباطني أو التخصصات الأخرى، فلذلك فهو يعتبر نسبيًا جديدًا وحديث النشأة. ويبيِّن بأن أهمية طب الطوارئ تتمثل في أنها تشكل المدخل الأول والأساس وأنبوبة التوزيع إلى جميع أقسام المستشفى المختلفة، فوجود قسم طوارئ لا يعمل بشكل جيد يعني أن الخدمات الطبية في المستشفى بأكمله قد تتهاوى بسبب أن عدد المرضى سيختلف في الدخول وفي نوعية الأقسام التي يتم توجيههم إليها. وتتفق الطبيبة جمانا طارق الشيخ مع فكرة الصورة التي يقدمها الأطباء السعوديون في برامج الزمالة وأهميتها في فتح الباب واسعًا أمام المرشحين في المستقبل. ويؤكد الطبيب جميل هشام برديسي أن برنامج الزمالة في أمريكا "مهم ومعروف بقوته وفي الغالب تكون مستويات الخريجين مميزة جدًا. وأنا أطمح من أجل التميز من أجل بلدي وننجح من أجل بلدنا، إن وجودنا هنا يمثل أهمية لتمثيل بلدنا سواء من الناحية المهنية أو من ناحية التعامل". وبدورها، توضح مديرة عام البرامج الطبية في الملحقية الدكتورة سمر السقاف أن العالم بأكمله يطمح إلى الحصول على فرصة للتدريب الطبي في أمريكا وهذا الأمر واضح في تقدم 40 ألف طبيب سنويًا لبرنامج الزمالة للتنافس على 24 ألف مقعد فقط. وتضيف "وصولنا ضمن العشر الأوائل الملتحقين بالبرنامج يعد إنجازًا كبيرًا للمملكة ويدل على أن مستوى التعليم الطبي في المملكة ممتاز والمخرجات ممتازة أيضًا ونحتاج فقط إلى التأهيل. وتتابع بالقول "حلمي هو وجود برنامج زمالة سعودي شبيه بالأمريكي نستطيع من خلاله استقطاب الكفاءات من مختلف دول العالم للتدريب في المملكة. فعدد الخريجين من كليات الطب سنويًا لا يقل عن 4 آلاف والهيئة السعودية للتخصصات الطبية بيَّنت أنها استوعبت فقط 35 في المئة من هذا العدد، لذلك فنحن بحاجة إلى برامج تدريبية وتأهيلية للتخصصات الطبية خارج المملكة إلى أن نحقق الاكتفاء". ومن جانبه، يقول الملحق الثقافي السعودي في الولاياتالمتحدةالأمريكية الدكتور محمد بن عبدالله العيسى إن أطباء المملكة اليوم يقتحمون أرقى المستشفيات وكليات الطب في أمريكا مثل جون هوبكنز وكليفلاند ومايو وهي جميعها متميزة في تخصصات طبية مختلفة. ويؤكد الدكتور العيسى أن قبول الطبيب السعودي يعطي انطباعًا رائعًا وبالتالي يصبح قبول الطلاب في المستقبل أمرًا يسير بسبب أن خريج الطب من الجامعات السعودية على قدر كبير من التميز والقدرة العلمية والعملية وبعد قبولهم في برنامج الزمالة يعطوا انطباعًا ممتازًا ورائعًا عن الأطباء السعوديين وهذا يساعدنا على حصد المزيد من المقاعد للأعوام المقبلة. ويخلص الملحق الثقافي إلى القول "في العام الماضي حصل طبيبان على القبول في جون هوبكنز وهذا العام تم قبول أربعة في نفس الجامعة، فكل عام يلتحق فيه طبيب سعودي في مستشفى فهذا يعني ارتفاع أعداد المقبولين في العام الذي يليه".