الموقف من بشار الأسد ونظامه الغاشم موقف مبدئي لا يحتاج إلى تبرير أفعاله أو إدراجه تحت أي مسمى «سوى أنه رئيس قتل شعبه وعذبه وشرده»، وأي تسويق لأي صورة للحاكم الديكتاتوري بشار مرفوضة بميزان العدل والحق. إن أصوات الضحايا السوريين مازالت تقض مضاجع أحرار العالم، وعمليات القصف اليومي ودماء الأبرياء التي تسيل لا يمكن أن تغتفر للأسد؛ لأن القصاص في هذه الحالة شرعي؛ ولأن دوام المجازر يعني دعم القاتل وتبرير بربريته وظلمه وهذا مرفوض. إن رهن حل المسألة السورية بالقبول ببشار وأركان نظامه وجلوسهم على طاولة الحوار أمر لا يمكن السكوت عليه؛ لأن هذا يعني ضياع المبادئ والقيم وأن كل الشهداء الذين سقطوا في ربوع سوريا والملايين التي تشردت والأطفال الذين قضوا نحبهم بالبراميل والغازات السامة أو ماتوا تحت الأنقاض تستصرخ دماؤهم الآن الضمير العالمي لأخذ حقها برحيل الظالم وتمكين الشعب السوري من العيش بحرية وكرامة. وإذا كان الأسد قد رهن مشروع بقائه بإيران أو غيرها فإن المعارضة المسلحة قادرة على كسر هذه الدائرة الجهنمية ودحر الحرس الثوري الإيراني المتمدد في سوريا ودحر عملائه من حزب الله. إن الأنباء التي ترشح من هنا أو هناك بأن بقاء الأسد ونظامه من ضرورات المرحلة الانتقالية أو هم جزء من الحل تعتبر كذبة لا يعتد بها لأن بشار وزبانيته هم أصل المشكلة والبلاء الذي حل بالشعب هناك؛ لذا لا بد من إجراء عملية استئصال كاملة لهم حتى تستقيم الأمور. وفي نهاية الأمر سينتصر الحق والعدل مهما طال ليل الظلم ولن تنفع أي «مقايضات» سياسية أو صفقات من أي جهةٍ، وسيندحر بشار وفلوله ويرحل إلى غير رجعة.