في بلاد الغرب يعيش الإنسان حياته إلى أن يصل إلى مرحلة الشيخوخة وهو في تفاعل مع الحياة، يعيش مبتسما رغم كل الظروف ومنتجا وفاعلا في المجتمع من خلال العمل أو المشاركة في الأنشطة الاجتماعية بعد تقاعده أو ممارسة الرياضة والسفر والتمتع بزيارة الأماكن التي لم يسعفه الوقت أثناء عمله في الوصول إليها ويكتسب صداقات جديدة في حياته. يعيش طوال حياته إلى أن يموت وهو مقبل على الحياة ومتفائل وطموح، في الوقت الذي نجد فيه أن في مجتمعنا وللأسف ولدى البعض عندما يكبر الشخص ويتجاوز عمره الستين عامًا وبعد تقاعده من العمل نجده يصاب بالاكتئاب والملل وينطوي على نفسه وتقل حركته وينعدم نشاطه ويعيش على ذكريات الماضي ويتحسر على تلك الأيام الخوالي وكلما تحاول أن تقترب منه وتتحدث معه تجد أن أغلب أحاديثه عن الماضي فقط يتذمر من حاضره ويجتر الآلام والأحزان ويفقد الأمل في المستقبل ويعيش بلا فاعلية وبلا طموح، رغم أنه لا يزال لديه الكثير من النشاط والصحة ولكن للأسف البعض يربط عطاءه وحياته بسن التقاعد ويحكم على نفسه بالنهاية في وقت كان من الافضل ان ينخرط في الحياة ويواصل العطاء وكيف لا وهو يملك الخبرة والتجربة ويمكن أن ينفع غيره ويستفيد من عمره المتبقي في أعمال تتلاءم مع سنه وكلنا يعلم أن العمل لا ينتهي بسن التقاعد فكثير من المتقاعدين والمتقدمين في العمر حققوا لأنفسهم النجاح وانطلقوا في رحلة عمل أخرى ناجحة في مجالات مختلفة منها العمل التطوعي الخيري ومساعدة من يحتاجهم وعاشوا في سعادة لآخر لحظة في حياتهم فبدلا من البكاء على الماضي يجب النظر إلى الحاضر والمستقبل فلا يزال للعمر بقية والحياة لم تنته بعد. سعود سيف الجعيد