أهدى إليّ الدكتور تنيضب عوادة الفايدي مدير عام تعليم منطقة المدينةالمنورة سابقًا كتابًا ثمينًا بمادته، قويًا بمصادره، رائعًا بإخراجه، بعنوان جاذبِ (ينبع، التاريخ، الأدب،الحضارة). وهو كتاب تنطبق عليه شروط البحث العلمي الدقيق حيث رصد بمراجع تنوف عن 325 مرجعًا ولم يصدر حسب اطلاعي أي كتاب موثق عن ينبع وتاريخها بهذه المادة ويحقق الأهداف المتوخاة منه ولا سيما ما يتعلق بحب الوطن وترسيخه في قلوب أبنائه وبناته. حيث رصد المؤلف بداية تاريخ ينبع النخل من العهد الاغريقي إلى الآن، وأكد أن ينبع تباهت على مثيلاتها لكونها جزءًا من السيرة النبوية، حيث حفظت لرسول الله صلى الله عليه وسلم بخطواته المباركة على أرضها في عدة غزوات وسرايا تم توثيقها في هذا الكتاب. كما أبرز دور ينبع النخل في الأحداث التاريخية خلال العهد الراشدي في أبحاث تم اعتمادها في بعض الجامعات وبالأخص الجامعة الإسلامية بالمدينة، واشتمل هذا الكتاب على إظهار التاريخ المميز لينبع ودورها الآمن في رحلات الحج المتتابعة حسب ما ذكره كثير من الرحالة، كما أبرز هذا الكتاب دور المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله- في الأحداث العالمية وذلك بعد توحيد هذا الكيان الشامخ - المملكة العربية السعودية - أدام الله عزها. كما شمل هذا الكتاب واحة أدبية راقية يجد فيها القارئ متعة الأدب (شعرًا ونثرا) ويجد وصفًا بالكلمة والصورة لمواطن الجمال في ينابيع الخير الثلاثة (ينبع النخل، ينبع البحر وينبع الصناعية) ولا شك أن هذا الكتاب كنز من كنوز المعرفة التي تعتمد على تطبيق شروط البحث العلمي الكامل، وليس هذا هو الإصدار الأول للدكتور تنيضب بل سبقته كتب كثيرة في الآثار والسيرة النبوية والنقلة الثقافية في المملكة العربية السعودية. فهنيئًا لأبي عبدالرحمن بهذا الجهد الكبير الذي تمخض عن مولود ناضج يجد القارئ فيه متعة الأدب والتاريخ وتحديد الزمان والمكان.. والله المستعان. وقفة: قال العدى حولي علت صيحاتهم أأسر والأعداء حولي الحمى قلت ابتسم لم يطلبوك بذمهم لو لم تكن منهم أجل وأعظما