اختتمت أمس الخميس فعاليات المؤتمر العلمي والطبي للسكري والغدد الصماء والمؤتمر الثاني للمثقفين الصحيين بمرض السكري اللذين نظمتهما الجمعية السعودية لطب الأطفال بالتعاون مع مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بوزارة الحرس الوطني ضمن فعاليات اليوم العالمي للسكري 2014م المقام تحت شعار: ( لنحمي مستقبلنا)، وذلك بقاعة السلطان بفندق الانتركونتننتال بجدة لمدة يومين خلال الفترة من 18 – 19 /2 /1436ه الموافق 10 – 11 /12 /2014م. وناقش المؤتمر إمكانية زراعة خلايا في الانسان المصاب بداء السكري لتقوم بعملها في انتاج الإنسولين وإفرازه في الدم وبالتالي الشفاء التام للمصابين هذه الخطوة الجديدة والتي أتت من علماء بجامعة هارفارد هي خطوة جبارة وتعتبر إنجازا كبيرا في مجال علاج السكري خصوصاً النوع الأول والذي عادة يصيب الأطفال وصغار السن . وتتلخص هذه الطريقة في تحويل الخلايا الجذعية الجينية (البدائية) إلى خلايا منتجة للإنسولين بكميات كبيرة جداً بحيث يتم إنتاج أكثر من 300 مليون خلية في العملية الواحدة، ومن ثم حقنها في محيط الكبد والبنكرياس للمريض المصاب بداء السكري والذي يحتاج إلى 500 مليون خلية.. وبالتالي تقوم هذه الخلايا بدورها في إفراز الإنسولين بحيث تعمل مثل الخلايا الطبيعية للإنسان وبذلك يتخلص المريض من الحاجة إلى حقن الإنسولين والتي لا يمكن أن يكون عملها مماثلاً لجودة عمل هذه الخلايا المزروعة. ولكن .. ماهي الصعاب والمشاكل التي يعمل العلماء حالياً للتغلب عليها وجعل هذا الاكتشاف الجديد عملياً لجميع المرضى المصابين بالسكري. وكان المدير التنفيذي للخدمات الطبية بالشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني الدكتور منصور الجندي قد افتتح المؤتمرين يوم الأربعاء الماضي. وأكد رئيس اللجان المنظمة للفعاليات نائب رئيس الجمعية السعودية لطب الأطفال استشاري ورئيس قسم سكري وغدد صماء الأطفال الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله التويم بأن مؤتمر السكري والغدد الصماء يهدف إلى تعليم وتدريب الأطباء والمتخصصين في مجال رعاية وتثقيف مرضى السكري من المشاركين والمتدربين من مختلف المرافق الصحية الحكومية والخاصة بالمملكة، . وألمح التويم إلى أن عدد الحضور من المتدربين تجاوز 400 متدرب، مشيرا إلى أن البرنامج العلمي للمحاضرات وورش العمل استهدف الأطباء والفنيين والكادر التمريضي والمثقفين الصحيين من العاملين والعاملات في مجال مرض السكري والغدد الصماء، ونوه رئيس اللجان المنظمة بالتعاون والدعم الكبيرين اللذين لقيتهما الجمعية السعودية لطب الأطفال من جميع المسؤولين والقيادات بالشؤون الصحية في وزارة الحرس الوطني. من جانبها أوضحت رئيسة اللجنة العلمية للمؤتمر الثاني لمثقفي مرضى السكري الذي انعقد في اليوم الثاني للمؤتمر إيمان العقل بأن هذا المؤتمر ينعقد للسنة الثانية على التوالي بالتعاون بين مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بجدة والجمعية السعودية لطب الأطفال بهدف تدريب المثقفين العاملين في مجال التثقيف الصحي لمرضى السكري على برامج التثقيف الصحي وكيفية التعامل مع مرضى السكري من النواحي الصحية والنفسية والاجتماعية. يعمل العلماء حالياً على التغلب على مهاجمة الجهاز المناعي في الإنسان لهذه الخلايا الدخيلة وتدميرها مما يضطر الأطباء إلى إعطاء أدوية لمنع هذا الرفض، إذ أنه من غير المعقول زرع هذه الخلايا لكي يستغني المريض عن أخذ حقن الإنسولين ليبدأ بأخذ علاجات مثبطة للمناعة حتى لا يرفض الجسم هذه الخلايا الدخيلة عليه. والعمل جارٍ حالياً على محاولة عمل غطاء لهذه الخلايا لحمايتها من مهاجمة الجهاز المناعي وبالتالي بقاء هذه الخلايا الجديدة لعدد كبير من السنوات دون الحاجة لعمل زراعة أخرى، وبهذا الاكتشاف الجبار نكون قد قطعنا نحو نصف الطريق إلى شفاء دائم من السكري والذي يصيب الملايين من البشر للمصابين بالنوع الأول من السكري وبعض المصابين بالنوع الثاني.