فارس العيد، شاب سعودي شغوفٌ بما يتعلق بالأثير، وضَعَ أولى خطواته في المسير قدمًا تزامنًا مع تغيّرٍ جذريّ في عالم الإذاعة في المملكة، فمع تحوّل إذاعة القرآن الكريم، وسائر الإذاعات الحكوميّة تِباعًا، من النظام التماثلي (Analog) إلى النظام الرقمي الحديث (Digital)، كان أحدَ العناصر الخمسة التي تم استقطابها من قبل إذاعة الرياض لمواكبة هذا التحوّل وإيصال مركب البث التجريبي إلى برّ النجاح. العيد نفى ل(الأربعاء) أن يكون المستمعون قد انصرفوا عن الإذاعة، مؤكدًا أن الأثير لا يزال وجهة الكثيرين قائلاً: الأثير خفيَ في شكله جليَ في أثره على مسامع الآلافِ بل الملايين، حَمَل – ولا زال يحملُ – لكل مستقٍ ولكلّ طالبٍ وراغب. يُشاعُ مفهومٌ يوافقه البعض ويرفضه الآخر أن الإذاعة تُصنّفُ كمدرسةٍ قديمة في مجال الإعلام والتواصل، ومنبرًا باتَ تواجده في زَمن التقنية مسألةَ ركضٍ ضدّ التيار. رُغم هذه القناعة يبدو أن الإذاعات لا زالت تحتلّ مكانةً ما في عصر السرعةِ والهاتفِ الذكيّ وضغطةِ الزر السحرية. ويضيف فارس: لم يكن مجال الإذاعةِ – هنا في مملكتنا الحبيبة - في أوْج التلاقي والتنافس كما هو الآن بعد انطلاقِ عددٍ من الإذاعات الخاصّة والتي أخذت هذا العالمَ الهوائي إلى منحىً جديد. اليوم ومع دخول المنافسةِ والتنوّع والاختلاف أصبَح المُستَمع على مقربةٍ من الحدثِ وفي الوقت ذاته يقف أمامَ ضبابيّةٍ في الرسالةِ وعمق المحتوى. فما بين التشابه المؤدي إلى الحكم بالاستنساخ و البساطةِ الراميةِ إلى هشاشة المسموعِ في غالب الأحيانِ، لمْ يَعُد للمتلقّي فرصةٌ في تحديد جودة ما ينتقي من برامج ومن موادٍ تنتقل إلى مسامعه في سيارته أثناء اختناق المرور أو عبر تطبيقات الإذاعات المتوفرة على كل جهازٍ وفي كل قالب. يذكر بأن بداية مسيرة فارس العيد من خلال إذاعة ال(mbc-fm) رغبةً منه بملامسة سماء الغايات عبر تحقيق إنجاز غير مسبوق وهو أن يكون أول سعودي يجمع بين المذيع ومهندس الصوت والمخرج، ذلك الإنجاز الذي حدّ من تحليقه عاليًا سقف البيروقراطية في إذاعة الرياض آنذاك، ليحقّقه في أثيرmbc-fm أولاً، وليعودَ إلى بيته الأول – إذاعة الرياض – ويضع فيها هذا السبقَ بعد طول ترقّب. وفي هذا السيّاق يذكر العيد ل(الأربعاء) أنّ أحد زملائه في إذاعة نداء الإسلام قد نوّه بأنّه أول سعودي يحقق هذا الأمر عبر لقاء صحفي وهذا غير صحيح، ويدعو فارس زميلَه علي القبيسي على وجبة عشاء بمناسبة تحقيقه هذا الإنجاز ولكن على صعيد إذاعته. فارس العيد يقدم الآن برنامج الهواء هوانا، الذي قُيم كأعلى نسبة استماع وتفاعل، من قبل إحدى الشركات المتخصصة بتقييم البرامج والتي استقطبت إذاعة الرياض خدماتها للوقوف على أداء ما تقدّمه للمستمع، في استمرارٍ لاعتزامِ الإذاعة تبوّأ مكانةٍ متقدّمة في المنافسة الحاليّة بين الإذاعات الخاصّة. بعد سلسلة من المهام ما بين الإعداد والتقديم والتنفيذ وتولي منصب نائب مدير قسم الإخراج، إضافةً إلى تقديمه برنامجًا اقتصاديًا رغبةً منه بدمج موهبته مع تخصّصه الأكاديمي (ماجستير تمويل واستثمار)، يؤكد فارس العيد بأنه مثال للشاب السعودي الطموح الذي توجد لديه العديد من الأفكار الشبابية وامتلاك الموهبة التي تحتاج إعطاءها الفرصة فقط لإظهارها.