استنفرت الجهات الأمنية في ساعة متأخرة من مساء يوم الاثنين الماضي بعد حادثة إطلاق النار على عدد من الأشخاص في الأحساء؛ ممّا أدّى إلى مقتل خمسة وإصابة تسعة أشخاص تم نقلهم للمستشفى، وقد صرح الناطق الإعلامي بشرطة المنطقة الشرقية بأنه في الوقت الذي خرج فيه مجموعة من المواطنين من أحد المواقع بقرية الدالوة بمحافظة الأحساء، بادر ثلاثة أشخاص ملثّمين بإطلاق النار باتجاههم من أسلحة رشاشة ومسدسات شخصية، وذلك بعد ترجلهم من سيارة توقفت بالقرب من الموقع، ممّا نتج عنه مقتل 5 أشخاص، وإصابة 9 آخرين، كما أكد المتحدث الأمني بوزارة الداخلية أنه تم بالأمس إلقاء القبض على 6 أشخاص ممّن لهم علاقة بالجريمة الإرهابية، وذلك في عمليات أمنية متزامنة في محافظة شقراء بمنطقة الرياض، ومحافظتي الأحساء والخبر بالمنطقة الشرقية. من جانبها استنكرت هيئة كبار العلماء هذا الحادث الإجرامي، وذلك من خلال أمينها العام، واصفة إيّاه بأنه اعتداء آثم، وجريمة بشعة يستحق مرتكبوها أقسى العقوبات الشرعية؛ لما فيها من هتك للحرمات، ومنها حرمة النفس المعصومة، وكذلك هتك لحرمات الأمن والاستقرار وحياة المواطنين الآمنين، داعين المولى عز وجل أن نكون صفًّا واحدًا تجاه الخونة والمجرمين. كما هو واضح، فإن مثيري الفتن، والحريصين على إثارة النعرات وخلق البلبلة قد عجزوا أن يمسّوا أمن هذا الوطن من خلال الفتن التي أثاروها في الدول المجاورة، مستغلين ما فيها من نزاعات وحروب، لذلك ها هم ينتهزون الفرص هذه الأيام لإثارة الفتن داخل الوطن، مستغلين وجود أصحاب القلوب المريضة الذين يظهرون بين فترة وأخرى، ليعبروا من خلال هذه الجرائم البشعة عن ما تكتنفه قلوبهم من حقد وحسد وغل. ولكن علينا كمجتمع واحد أن نقف صفًّا واحدًا ضد مثيري الفتن، وأن نحافظ على أمن واستقرار الوطن، وأن لا نسمح لدعاة الفتنة أن ينالوا من وحدة وكيان هذا الوطن، وأن نكون على أقصى درجات الحذر والحيطة ممّا يُحاك حولنا، وأن نتجاوز كافة اختلافاتنا في سبيل الحفاظ على وطننا. [email protected]