كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته، من هذا المنطلق اطلعت على عدد من التعليقات والمقالات التي نشرت في أعقاب الكلمة الموجهة من قبل ملك البلاد إلى الأمة والعالم أجمع في شهر شوال الماضي وكلهم أجمعوا أن الملك نظر إلى المسألة بنظر الخبير والمؤمن الذي أنار الله بصيرته والقائد الذي استشعر عظم الأمانة وضخامة المسئولية، إلا أن مقالات الشيخ صالح كامل المتتابعة في صحيفة مكة الغراء تستحق التوقف عندها لأنه استطاع من خلالها أن يوظف كل خبراته ليوجه عناية كل راع عن مسئوليته. لقد لامس كبد الحقيقة عندما تحدث عن غياب الاجتهاد الفكري في ساحة الدين مما جعل الكثيرين يرددون على ما يزيد على قرنين ب قال فلان وروى فلان ونسوا دورهم العصري في هذا العالم الذي تتسارع خطاه ،ونحن نردد عن القدماء مفردات ومصطلحات باتت غائبة عن معظم أبنائنا ،غريبة عن مداركهم. لم ينسَ الكاتب القدير أن يعرِّج إلى الدور المغيب لآلاف المدارس والمعاهد والأماكن التي يحفظ فيها القرآن وتدرس فيها السنة النبوية ووصفها (حفظ من أجل الحفظ دون كثير من الفهم وبقليل من العمل). لقد لمس كاتبنا كبد الحقيقة التي لا يحب سماعها البعض ولكن استشعاره للمسئولية لم يمنعه من ذكر الحقيقة التي أشاركه فيها، ولعل المقام لا يسمح لذكر جوانب أخرى عنها. ويشير أيضاً أنه كلما كثرت المعاهد وتعددت المنابر .. ازدادت الأمة فرقة وتشتتاً .. وازداد التناحر والمنازعة والجدال ،ذلك أن نفراً من رجال الدين وصناع المذاهب قد أوغلوا وتطاولوا .. كل يريد الانتصار والسيادة لما يرى، وتحول بعضهم إلى طواغيت تطالب الناس ببيعة وخلافة وإمارة ، ويستشهد بالآية الكريمة التي يخاطب الله رسوله الكريم» إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ، ثم ينبئهم بما كانوا يعملون» . والآية الكريمة تدلل على أن النبي وبأمر ربه ليس مع أي فرقة من هؤلاء. محطات عديدة تستحق التوقف عندها أثارها كاتبنا القدير وبكل اقتدار أقول: لقد لبى النداء فأجاب وليس هذا بمستغرب من رجل عرف عنه إدراكه للعمق الثقافي والسياسي والاقتصادي المحيط بنا. [email protected]