شهدت الديار المقدسة بتوفيق من الله هذا العام موسماً مميزاً سجل العديد من النجاحات في جميع الخدمات التي قُدمت لضيوف الرحمن من جهات الاختصاص وكان للجنة الحج العليا التي يرأسها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية والتي تتكون عضويتها من العديد من الوزارات المهمة ذات العلاقة بالحج دور مهم في التنسيق بين أعمال وزارة الداخلية التي تتحمل العبء الأكبر في قيادة الحج وهذه الوزارة يقودها أمير تخرج من المدرسة الأمنية الكبرى التي مثلها على مدى أربعة عقود والده الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله رحمة واسعة- وهي مدرسة عُرفت بالحكمة وبُعد النظر والقيادة المميزة للأمن ومواسم الحج.. ولاشك أن الأمير محمد وهو يُمثل النموذج المميز لخريج هذه المدرسة يسير بعون الله على خُطى والده ويضيف إلى تلك الخطوات من روحه الشابة ومن تطلعاته الطموحة لاسيما أنه يجد الدعم والتوجيه الكبير من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رعاه الله ومن سمو ولي عهده الأمين ومن سمو ولي ولي العهد ، كل هذا الدعم والتوجيه الحسن والمؤازرة المستمرة والامكانيات القيادية التي يتمتع بها سمو الأمير محمد جعلته ينتقل من نجاح الى نجاح ومن إنجاز الى إنجاز مكملاً البناء ومُبدعاً في العطاء فنال ثقة القائد وإعجاب أبناء الوطن ، كما أن للجنة الحج المركزية دور كبير وهي التي يقودها صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة وفقه الله وتتكون أيضاً عضويتها من مسؤولين يمثلون عدداً من الجهات المختصة بخدمات الحج ، هذه اللجنة بقيادة الأمير الشاب كان لها دور ايجابي مميز أيضاً فيما تحقق من نجاح لموسم الحج لهذا العام فقد اتسمت قيادة الأمير مشعل بن عبدالله لشؤون الحج بالهدوء والروية والتفاعل مع جميع الأجهزة العاملة في الموسم فنتج عن ذلك تنفيذ الخطط المرسومة بحكمة وبصيرة من خلال إعطاء الجهات المختصة وتحميل كل جهة مسؤولية أعمالها المسخرة في خدمة ضيوف الرحمن ، والأمير مشعل ليس غريباً عليه أن يحقق مثل هذا النجاح لأنه متخرج من مدرسة القائد والزعيم الكبير حكيم العرب حسب الوصف الذي أطلق عليه من العديد من زعماء الدول العربية وغير العربية وهي مدرسة لا تخرج الا الرجال الأفذاذ لأنها مدرسة عبدالله بن عبدالعزيز التي يتصف خريجوها بالتواضع الجم وحُسن التعامل والاستماع الجيد لما يُطرح من آراء والقدرة على اتخاذ القرار الصحيح والمناسب والتسامح ، فقد أوصاه والده ووالد الجميع بأهل مكة خيراً فالتزم بالوصية ونفذها فكان النجاح حليفه في موسم شهر رمضان وفي موسم الحج الحاضر . إن النجاح الذي تحقق بفضل الله ثم بجهود رجال خادم الحرمين الشريفين هو نجاح يرفع رأس كل مواطن ويسعد بتحقيقه كل إنسان مسلم لأنه نجاح وُظف في خدمة الذين لبوا نداء خليل الله ابراهيم عليه السلام فأتوا مستجيبين رجالاً وعلى كل ضامر من كل فج عميق وشهدوا موسم الحج وماتخلله من ليالٍ مباركة وأيام طيبة وسعدوا بالوقوف في عرفات حيث باهى الله بهم ملائكته وأشهدهم أنه قد غفر لهم فما أعظمه من موقف وما أخير الرجال الذين سهلوا ويسروا بتوفيق من الله لضيوف الرحمن أداء الركن الخامس .. فبارك الله في جميع الجهود المخلصة وتقبل من الجميع عملهم وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين . [email protected]