ها هي مملكتنا العزيزة، قيادة ومواطنين، تتشرف بخدمة ضيوف الرحمن ليؤدوا حجهم في يسر وسهولة، بمتابعة وعناية وحرص واهتمام من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني -حفظهم الله-. وتذكرني هذه المناسبة الإيمانية العظيمة بسنوات تزيد على خمسة عشر عاماً، تشرفت خلالها بمرافقة سيدي رجل الأمن الأول صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز -تغمده الله بواسع رحمته ورضوانه- كإعلامي خلال جولاته التفقدية الميدانية على رجاله حماة الأمن في مواقعهم في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، حيث كان سموه بالإضافة لموقعه في وزارة الداخلية يتولى مهمة رئاسة لجنة الحج العليا، وهي اللجنة التي تشرف على مسئوليات كبيرة في موسم الحج ويشارك في عضويتها عدد من الوزراء، إضافة إلى عدد من كبار المسئولين من ذوي العلاقة بخدمة الحج والحجاج، وأذكر أن سموه الكريم -رحمه الله- كان يبدأ جولته من الساعة العاشرة صباحاً ولا ينهيها إلى بعد الرابعة عصراً، متمماً إياها بمؤتمر صحفي يجيب فيه بشفافية عن أسئلة الصحفيين والإعلاميين، ومن خلال تشرفي بمرافقة سموه لاحظت أن سموه -رحمه الله- كان يحرص على الوقوف على كل صغيرة وكبيرة، ويستعرض مع المسؤولين القائمين على خدمات الحج، سواء أمنية أو صحية أو مرورية أو أي خدمات أخرى تتعلق بالخدمات المقدمة لضيوف الرحمن ليطمئن على راحة ضيوف الرحمن، وتيسير وتسهيل أداء مناسك الحج باطمئنان، بالإضافة إلى تأكيدات سموه باستكمال أي ملاحظة قبل صعود الحجاج للمشاعر. وكان سموه يؤكد للصحفيين والمسئولين في الأجهزة ذات العلاقة بالحج الذين يصاحبونه في جولته الميدانية أن عليهم كتابة جميع ما يلاحظونه من قصور في أداء أي خدمة، لأن الكمال لله وحده حسب تعبير سموه. ولجنة الحج المركزية التي يرأسها سمو أمير منطقة مكةالمكرمة، يهمها أن تكون التقارير المكتوبة عن موسم الحج دقيقة وصريحة وصادقة لأن اللجنتين العليا برئاسة سموه والمركزية برئاسة سمو أمير منطقة مكةالمكرمة مما كان من نقاط إيجابية يتم دعمه ليصبح أفضل في المواسم المقبلة، وما كان من ملاحظات يتم البدء في علاجه قبل المواسم التالية، وهذا النهج الذي سار عليه سموه يرحمه الله، يساعده في تحقيقه نائبه صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز -حفظه الله- ومساعده في حينه ابنه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية الحالي -حفظه الله-، وأمراء المنطقة ماجد وعبدالمجيد -يرحمهما الله- والأمير الحالي خالد الفيصل -حفظه الله-. هذه الكوكبة من الرجال الأوفياء العظماء برئاسة سموه -تغمده الله بواسع رحمته ورضوانه- كانت وراء كل ما حصل من تطور كبير وملموس في الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، وكل ذلك جاء بتوجيهات سديدة من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهم الله- الذين يتابعون عن قرب تنقلات ضيوف الرحمن بين مكةالمكرمة والمشاعر للاطمئنان على راحتهم وأداء نسكهم في يسر وسهولة. وكما قلت في مقدمة حديثي، فوزارة الداخلية وأجهزتها المختلفة تتولى العبء الأكبر والمسؤولية الأعظم وتواصل جهودها الموفقة بعناية واهتمام وزيرها الطموح الذي تخرج من مدرسة والده العظيم الأمير الجليل سيدي الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه رحمة واسعة وأسكنه جنة النعيم-. وما دام الحديث عن الحج والإنجازات العظيمة التي تحققت في حج الأعوام الماضية، وفي مقدمتها التوسعة العظيمة للحرمين الشريفين، وهنا لا بد من الإشارة إلى الاهتمام الكبير والحرص والمتابعة المستمرة من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة ورئيس لجنة الحج المركزية، الذي وقف خلال الأسبوع الماضي أثناء جولته على المشاعر المقدسة شخصياً على كافة الإمكانات والتجهيزات التي وفرت لضيوف الرحمن في المشاعر، ومن خلال اطلاع سموه الشخصي على تلك الإنجازات، وجه شكره لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا على ما قدمه للجنة المركزية من دعم ومشورة لتسيير وتسخير كافة الإمكانات لقاصدي المشاعر المقدسة. كما أن في دعوة سموه الموفقة لإنشاء جامعة متخصصة في الحج والعمرة، تتولى شئون الأبحاث والدراسات والتدريب والتأهيل، بعد أن أصبح موسم الحج والعمرة طيلة العام، مشيراً سموه إلى أن معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج ومعهد الحرم المكي يشكلان نواة حقيقية لإنشاء جامعة متخصصة في مجال الحج والعمرة، ولعلنا نسمع ونرى قريباً على أرض الواقع من وزارة التعليم العالي تحقيقاً لهذا المقترح المفيد، داعين لسموه بالتوفيق والسؤدد وهو الذي يواصل عمله ليل نهار من أجل خدمة ضيوف الرحمن لتأدية نسكهم في يسر وسهولة وأمن واطمئنان. التوقعات والدلائل الملموسة على أرض الواقع والإنجازات العظيمة التي تم توفيرها في حج هذا العام تعطي مؤشرات بأن حج هذا العام سيكون -إن شاء الله- حجاً ناجحاً، حسب الخطط المرسومة والإمكانات الكبيرة التي تم توفيرها لضيوف الرحمن بغية تمكينهم من أداء فريضة الحج على أكمل وجه، لذا فإن المسئولية مشتركة والتعاون مطلوب، ومن هذه المنطلقات السامية فإن المصلحة واحدة في أن نعمل معاً من أجل أن يؤدي الحجيج فريضة حجهم كما ينبغي. أقول هذا وأنا مطمئن بأن النجاح سيكون -بإذن الله- حليف الجميع، وما على ضيوف الرحمن إلا أن يتقيدوا بالأنظمة والتعليمات بدءا من الحصول على تصريح الحج، وانتهاء بالحفاظ على أمن الجميع وسلامتهم، بالتعاون مع أجهزة الدولة التي تعمل من أجل أداء الجميع حجهم. وهنا لا بد أن أشيد بفخر واعتزاز بالاستعدادات الأمنية التي تعيشها القطاعات الأمنية بمختلف مسؤولياتها من أجل سلامة وراحة ضيوف الرحمن لضمان أداء نسكهم بطمأنينة، وفي مقدمة هذه الأجهزة الأمن العام بقيادة مدير الأمن العام معالي الفريق أول سعيد بن عبدالله القحطاني، وأيضاً جهاز الدفاع المدني بقيادة معالي الفريق سعد التويجري وقيادة الطيران الأمني الذي يراقب حركة الحجاج في المشاعر المقدسة من خلال 18 طائرة بإشراف ومتابعة قائد طيران الأمن اللواء محمد بن عيد الحربي، كل هذه المنظومة والأجهزة تحظى بمتابعة دقيقة ومباشرة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية ورئيس لجنة الحج العليا، الذي يؤكد على تسخير كل ما يحقق أمن وراحة ضيوف الرحمن وأن نجاح الخطط الأمنية في الحج هذا العام ستكون ناجحة، بعد توفيق الله، نظراً إلى استفادة المعنيين برسم الخطط من دروس الحج في الأعوام الماضية.. تمنياتنا لجميع الأجهزة الحكومية ذات العلاقة بخدمة ضيوف الرحمن بالنجاح والتوفيق في خدمة الحجيج لتأدية حجهم براحة واطمئنان.