دعت (الهيئة العالمية للعلماء المسلمين) المنبثقة عن رابطة العالم الإسلامي، الأمة الإسلامية إلى الابتعاد عن المذاهب الباطلة التي تتسبب في سفك الدماء وانتهاك الحرمات وتسعى إلى تشكيك المسلمين في دينهم. وأكدت رفضها لما يقوم به «داعش» من قتل وظلم وقهر وتشريد لأهل السنة وأكدت أنه لا يقرُّه شرعٌ ولا عقل وهو يتنافى مع الرسالات الإلهية والمواثيق الدولية، جاء ذلك في بيان صدر عن الهيئة أمس. ونددت الهيئة في بيانها بالتمدد الطائفي في إفريقيا وآسيا وغيرهما، وأشادت بالإجراءات الموفقة التي اتخذتها حكومات ماليزيا والمغرب والسودان في حماية أهل السنَّة منه، ومطالبة بقية البلاد السّنية بأن تحذو حذوها. وأضاف البيان: تتابع الهيئة ما تواجهه الأمة الإسلامية من تحديات جسيمة داخلية وخارجية، وقد آلمها ما يجري اليوم في الساحة الإسلامية من فتن واضطرابات وسفك للدماء وانتهاك للحرمات بسبب الترويج لبعض المذاهب الباطلة التى تسعى إلى تشكيك المسلمين في ثوابت دينهم المعتمدة على كتاب ربهم وسنة رسولهم صلى الله عليه وسلم وفهم سلفهم الصالح، وبسبب الأفكار الغالية المنحرفة التى يسعى أعداء الإسلام وأصحاب الأهواء إلى زرعها والتمكين لها في مجتمعات المسلمين عن طريق الغُلاة الذين يعمّقون في الأمة الفتن، ويهيئون الأسباب لتسلّط أعدائها عليها وضرب وحدتها بإشاعة الاحتراب والفوضى بينهم وتدمير ثرواتها ومقدَّراتها وتقطيع أوصالها!!. وقد تابعت الهيئة ما يجري في العراق من قتل وظلم وقهر وتشريد لأهل السنة، وأكدت أنه لا يقرُّه شرعٌ ولا عقل وهو يتنافى مع الرسالات الإلهية والمواثيق الدولية. وأوضح البيان أن نزيف الدم السوري يجري بمرأى ومَسمَع من العالم، وبعد مرور أربع سنوات متعاقبة استعمل فيها النظام الظالم كل أدوات القتل والتدمير بما فيها الأسلحة الكيميائية والأسلحة المحرمة دوليًا، والعالم يعلم ذلك حقّ العلم، ولا يحرك فيه ساكنًا ولا يوقظ ضميرًا. وأضاف: إن ما يجري في اليمن اليوم بسبب التدخل الطائفي الخارجي، أدى إلى سفك الدماء واستباحة الأعراض والأموال بغير رادع من دين أو خُلق. وناشدت الهيئة العالم بدوله ومؤسساته ومنظماته الدولية والإقليمية بضرورة رعاية حقوق الإنسان التي عبث بكرامتها العابثون واعتدى عليها المعتدون. كما استنكرت ما يجري من بعض الطوائف والجماعات من المجازفة بإطلاق أحكام التكفير والولوغ في الدماء والأموال بغير حق، واعتباره من أعظم أسباب الفتن التي توقع في الاحتراب والتنافر بين المسلمين، وأنه مدعاة لتشويه صورة الإسلام الصحيح، ويفتح الباب لأعداء الإسلام لإدراج السائرين على منهج السلف الصالح تحت الفكر المنحرف الغالي، ووصم الصالحين بالإرهاب، والتأكيد على أن هذه المجموعات مزروعة في جسم الأمة من قبل أعدائها، وأنها تفتقد العلم الشرعي والحكمة والبصيرة، وقد غررت بكثير من شباب المسلمين فالتحقوا بصفوفها غير مدركين لخطورة هذا الفكر المنحرف، فاستباحوا الدماء، وقاموا بأعمال لا تقرّها شريعة، ولا عقل. وذكّرت الهيئة بواجب علماء الأمة في التبيين للناس عمومًا، وللشباب خصوصًا؛ أن الإسلام الصحيح هو الإسلام الوسط القائم على الكتاب والسنة. وأكدت في البيان على أن حماية الدين والمحافظة على ديار المسلمين ودمائهم وأموالهم وأعراضهم من أوجب الواجبات على القادة والعلماء، وأن يكونوا يداً واحدة فيما يحقق ذلك، كلٌّ فيما يخصه. وطالبت بضرورة توحيد الصفوف، ونشر ثقافة الائتلاف، ونبذ الفرقة والاختلاف.