أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة أهمية التحرك الدولي الجماعي الحالي لمواجهة التهديد الذي تشكله الجماعات الإرهابية وخاصة تنظيم (داعش) في كل من العراق وسوريا، معربة عن قلقها البالغ إزاء ما تشهده المنطقة من أشكال التطرف والإرهاب والتفتيت الطائفي الذي بات يشكل تهديدًا خطيرًا للأمن والسلم الدوليين. وأكد سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية بدولة الإمارات في الخطاب الذي أدلى به الليلة الماضية أمام الدورة ال 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة أن الإرهاب إلى جانب كونه انتهاك لحقوق الإنسان فهو يهدد كيان وقيم الدول ويمزق أنسجتها الاجتماعية ويسلب أمن شعوبها ويدمر إنجازاتها التنموية وإرثها الإنساني والحضاري. وقال بن زايد إن ما تقوم به هذه التنظيمات الإرهابية من قتل عشوائي وإعدام جماعي واختطاف وترويع للآمنين الأبرياء من النساء والأطفال، ما هي إلا أعمال إجرامية بشعة تدينها دولة الإمارات بشدة وتستنكر الأساليب الوحشية التي تنتهجها باسم الدين الإسلامي وهو بريء منها كما أنها تخالف نهج الوسطية في الدين والتعايش السلمي بين الشعوب كافة. ودعا سموه المجتمع الدولي والدول الأعضاء إلى التعاون للتصدي لهذه الجماعات الإرهابية واتخاذ تدابير شاملة لمحاربتها من خلال إستراتيجية واضحة وموحدة وألا تقتصر هذه الجهود على العراق وسوريا فحسب بل يجب أن تشمل مواقع الجماعات الإرهابية أينما كانت، منوهًا بأن التدرج في اتخاذ التدابير لن يعالج هذه التحديات بل يتعين مضاعفة الجهود للتصدي لها بشكل فوري وفعال. وأوضح أن استتباب الأمن والسلم في المنطقة يشكل عنصرًا أساسيًا للاستقرار في العالم و يمثل أولوية في سياسة الإمارات المستمدة مبادئها من ميثاق الأممالمتحدة وأحكام القانون الدولي، وقال: "انطلاقًا من هذه المبادئ فإن دولة الإمارات تعبر مجددًا عن رفضها استمرار الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى"، و تطالب باستعادة السيادة الكاملة على هذه الجزر، مؤكدًا أن جميع الإجراءات والتدابير التي تمارسها السلطات الإيرانية تخالف القانون الدولي وكل الأعراف والقيم الإنسانية المشتركة. وأعرب في خطابه عن قلق الإمارات البالغ تجاه التطورات الخطيرة التي يشهدها اليمن "فالعنف الذي من خلاله يحاول الحوثيون تقويض المسار السياسي والشرعية الدستورية للدولة اليمنية يفرض علينا جميعًا أن نأخذ موقفًا حازمًا وعاجلاً يرفض تغيير الواقع بالعنف والقوة". وأشاد بالنهج السليم والتقدم الملحوظ الذي أحرزته الحكومة المصرية الجديدة لا سيما في مجال تطبيق خارطة الطريق السياسية وإعادة الحياة الطبيعية ونشاطها الاقتصادي والثقافي رغم الصعوبات.