أزعمُ أنّي ملمٌّ بشيء من شخصية سمو الأمير خالد الفيصل، وقد وهبه الله جوانب من التميّز، على رأسها الجانب الإداري، ناهيك عن الشعر، والخطابة، والرسم، والحُلم، وحُسن الإنصات، وقبول شخصه لدى شرائح المجتمع. والمتتبّع لمسيرة سموه يجد التميّز منذ أن عُيّن مديرًا لرعاية الشباب التابعة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية، فمن تميّز تلك المرحلة ما بني عليه الرئاسة العامة لرعاية الشباب الحالية، فجمع في هذه الإدارة والأندية التابعة لها الرياضة، والثقافة، وخدمة المجتمع، مع المحافظة على شعائر الإسلام، وعلى رأسها الصلاة، حيث ربط في ذلك الوقت بين ما يدفع من معونة للأندية والتزامها بأداء الصلاة، وما يقام من نشاط ثقافي ومحاضرات، وأول من حاضر فيها المرحوم الشيخ علي الطنطاوي، وبعض مشايخنا -آنذاك- ثم جمع سموه شباب الخليج في دورة الخليج. بعد ذلك جاء دور منطقة عسير، والتي ميّزها بالإنجاز والإبداع، ومعه أبناء المنطقة، وخير شاهد على ذلك ما وصلت إليه، أضف إلى ذلك ذكر أهل المنطقة له بالثناء، وتواصلهم معه بعد أن غادر منطقتهم، فأصبح ذكر عسير مقرونًا بخالد الفيصل، والعكس صحيح، فمَن لا يعرف الآن عسير بجمالها وتطوّرها ونمو وتكامل الخدمات والبنية التحتية والمجال السياحي والفني والأدبي والثقافي؟ وهناك ما لا يعرفه البعض عن سموه، فقد أوجد نشاطات درَّت على جميع مناطق بلادنا عائدًا اقتصاديًّا، إضافة إلى ما اقترحه من أنظمة إدارية خاصة في حكم وإدارة المناطق. ثم جاء دور منطقة مكةالمكرمة، فأقر لها خطة عشرية تطويرية لكل المجالات، ووضع الأهمية الأولى للإنسان، والوصول بالمنطقة إلى العالم الأول، وارتقى بجميع المحافظات، وجمع شباب المنطقة على نشاطات تنافسية، وحسن أوضاع الجالية البروماوية، ونظم الحج والعمرة والزيارة، وأسس لتطوير وتنمية العشوائيات، وأوجد جائزة مكة، وأحيا سوق عكاظ، وكان سببًا في ايجاد هيئات عُليا لتطوير مكةوجدة والطائف ومحافظاتها، وأوجد مشروعات لم تكن لولا الله، ثم خالد الفيصل. والآن على رأس أهم الوزارات التربية والتعليم، فبدأ التخطيط للتعليم، ثم ثنّى بالتربية، والتي كادت أن تُفقد، وأخرج مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم من الأدراج، وأعاد الهيبة للمدرسة، والمعلم، وجعل التميّز والإنتاجية ما يرقى بالمعلم، وأوجد دورات وبعثات لتنمية مهاراته، وأوجد النقل المدرسي الذي كان العقبة للتعليم خاصة بالقرى، وعمل على أمرين مهمّين من خلال "شركة تطوير" تنمية الاقتصاد والمساهمة في الحد من البطالة، والبقية تأتي. هذا خالد الفيصل.. تميّز بلا ضجيج، كان -ولايزال- والله المستعان.