تواجه منطقة الشرق الأوسط الآن العديد من المخاطر القادمة من بوابة الإرهاب المسلح والذي يتمثل في «داعش» أيًا كانت تسمياتها الأخرى.. وهي كتنظيم إرهابي إجرامي يجمع الكل على خطورته لأنه واجهة للقتل والعنف والذبح باسم الاسلام ويستند في إستراتيجيته على ترويع الكل لإحداث صدمات تسهل له الطريق لاحتلال مناطق جديدة سواء في سوريا أو العراق والتمدد بعد ذلك. وبحسب العلماء فإن داعش بتوجهها الراهن ما هي إلا فصيل ضال قاتل من الخوارج شهد التاريخ وجود أشباههم في كل الأوقات والنظائر وكانوا من كل الأديان والمجتمعات، لذا فمجابهة مثل هذا التنظيم لا يمكن أن يتم عبر التراخي وانتظار خطواتهم المقبلة للرد عليها لأن ذلك يعني المزيد من نحر الناس وقتلهم وتعليق رؤوس الضحايا في الميادين العامة مثلما حدث في الرقة والموصل وغيرها. ما شرعنته «داعش» لا صلة له بالإسلام الوسطي الصحيح الذي يقوم على الرحمة والتسامح والمحبة وهذا ما بينه علماؤنا الأفاضل في كل خطبهم ورسائلهم وحذروا من اختطاف داعش للأغرار وقيادتهم إلى أوكار الضلال وتجمعات الفتن والشر والخروج على قواعد الدين الحنيف.. وإذا كان دور العلماء في التبصير بخطر داعش والقاعدة وغيرها من الفئات الضالة فإن التنسيق الدولي للقضاء على هذه الآفة يبدو شيئًا أساسيًا.. لقد كان للمملكة دور فعال ونبهت أكثر من مرة لخطورة التظيمات الإرهابية ووضعت 8 منها في قائمة الإرهاب ودعت إلى تفعيل المركز الدولي لمكافحة الإرهاب تحت مظلة الأممالمتحدة وتبرعت له ب100 مليون دولار لدعمه لكن الاستجابات الدولية لم تكن بالمستوى المطلوب إلى أن ضربت قوى الشر أمن الناس وبدأت في ارتكاب المجازر وهنا حدثت صحوة للعالم لكن هناك دول تتلكأ حتى الآن في التعامل الجاد مع هذه المخاطر. إن التنسيق والتخطيط الدولي الذي يتمثل في بناء تحالف يكون هدفه القضاء على كل أوكار الفتن والإجرام ومهددات الأمن العالمي وعلى رأسه داعش أمر واجب لكن يجب ألا تكون هناك انتقائية في التعامل مع دواعش وأخواتها من القاعدة وغيرها بالتعامل مع بعضه وترك جوانب أخرى لأن ظاهرة الإرهاب كونية وتضرب الجميع. وقبل فوات الأوان لا بد من التخطيط الدولي المحكم للقضاء على الإرهاب ببحث جذوره أولاً والتعامل مع تمظهراته المختلفة وتجييش الكل للقضاء عليه بلا توانٍ أو وجل.