توصلت دراسة علمية أجريت على حليب الإبل إلى أنه يعتبر علاجا فعالا لمرضى قرحة الاثني عشر ويمنع حدوث السرطانات المختلفة. إن إعطاء المصابين بقرحة المعدة وجبات يومية تحتوي على حليب الإبل علاج فعال، إذ أكدت البحوث فعالية حليب الإبل في منع حدوث السرطانات المختلفة في الحيوانات المختبرية والإنسان بسبب فعاليته في منع تكوين مركبات النتروسامينات في الجسم والمسؤولة عن إحداث السرطانات كما أنه يعتبر مادة ضد الأكسدة الأمر الذي يساعد في حماية أنسجة الجسم المختلفة من التلف مما يقلل إصابة الإنسان بالسرطانات المختلفة. وتم اكتشاف بروتين خاص في حليب الإبل بفعالية مشابهة لعمل هرمون الأنسولين وبتركيز 40 وحدة لكل لتر حليب كما لوحظ دور حليب الإبل في التقليل من نسبة الكوليسترول في الجسم الأمر الذي يمنع حدوث تصلب الشرايين في الجسم و بالتالي إصابة الإنسان بأمراض القلب كما يعتبر حليب الإبل مقويا للجسم والبصر. وبالمقارنة مع حليب الأبقار والأغنام والماعز فإن دهن حليب الإبل يتكون من أحماض دهنية قصيرة التسلسل ما يؤكد أهمية هذا الحليب في تغذية الأطفال، إذ يستخدم الجسم هذه الأحماض الدهنية ذات الذرات القليلة من الكربون في بناء مركبات دهنية أخرى اسهل من تكسير السلاسل الطويلة الموجودة في الأحماض الدهنية طويلة السلاسل مما يفسر حرص سكان الصحراء على تغذية أطفالهم بحليب الإبل وتفضيله على حليب الأم في الكثير من الأحيان. كما يحتوي حليب الإبل على مجموعة كبيرة من الفيتامينات و المعادن مقارنة مع حليب الام وبقية الحيوانات الأخرى ويحتوي على كلور و الصوديوم والفوسفات والكالسيوم والنترات والمغنيسيوم والبوتاسيوم والحديد إضافة إلى مجموعة من الفيتامينات. ومن جانب آخر، أبرزت دراسة علمية مصرية سابقة أهمية ألبان الإبل كبديل غذائي مهم عن الفواكه الطازجة والخضراوات الورقية، نظرا لغنى ألبان الإبل بالفيتامينات والمعادن اللازمة لسلامة صحة سكان البادية. وقال رئيس بحوث الأبقار بمركز البحوث الزراعية التابع لوزارة الزراعة المصرية الدكتورعبدالعاطي كامل، إن ألبان الإبل تحتوي على كمية فائقة من فيتامين (سي)، وأشار إلى أن معدلات الفيتامينات والمعادن في ألبان الإبل يزداد تركيزها مع التقدم خلال موسم الحليب الذي يمتد إلى 12 شهرا كاملا. وأضاف أن نسبة الفيتامينات والأملاح في ألبان الإبل تصل إلى ثلاثة أضعاف ما في ألبان الأبقار ومرة ونصف ما في ألبان الأمهات من النساء، مؤكدا أن نسبة الكازين تصل بألبان الإبل إلى 70% من البروتين،الأمر الذي يؤدي إلى سهولة هضمه وسرعة امتصاصه في جسم الإنسان، كما أن تركيزالفيتامين بي1، بي2، في ألبان الإبل تتفوق على نظيرتها في ألبان الأغنام والماعز. وأوضح الدكتور عبدالعاطي أن غنى ألبان الإبل بهذه الفيتامينات والمعادن تجعل منه أهمية كبيرة في التغذية والشفاء من أمراض الربو ومرض السكر وعلاج نزلات البرد والنزلات الشعبية وقرحة المعدة والسرطان وأمراض الكبد والتهاباته، مؤكدا أن التركيزات العالية من فيتامين «سي» والأملاح المعدنية المهمة والحيوية للجسم تجعل من هذا الحليب واقيا للجهاز التنفسي وأمراضه المختلفة. ومن غرائب حليب النوق أنه لا يحلب إلا بعد أن يرضع منه الحوار «الجمل الصغير» حيث لا يمكن أن تتم عملية الحلب إلا بعد استدعاء الحوار للرضاعة أولا ثم يتم حلب الناقة ويوضع حليبها في أوعية معدنية ويشرب ساخنا وإذا ترك لاحقا وجب غليه. كما أن حليب النوق طعمه مائل للملوحة لذا يقوم البعض بتحليته بالسكر، كما يوضع عليه الزنجبيل ليعطيه نكهة مختلفة ومحببة تقلل من الإحساس بالملوحة. وترجع اللزوجة في حليب الإبل إلى احتوائه على أعداد هائلة من الحبيبات الدهنية متناهية الصغر حيث ينعدم تكون طبقة القشدة على سطح الحليب لأن حبيبات الدهن تتوزع في الوسط اللبني مما يجعل من الصعب إنتاج زبدة أو سمنة أو جبنة على درجة عالية من الجودة. بدر حمدان الجهني